كتبها :راشد بن محمد الفعيم
اليوم الخميس ١٤٤٥/٢/٨هـ ، ٢٠٢٣/٨/٢٤ ٢/ السنبلة وبالحساب الفلكي وتقويم أم القرى يعتبر اليوم هو أول أيام نجم سهيل. ونجم سهيل سابع نجوم الصيف وآخرها وعدد أيام نجم سهيل ٥٣ يوم ، ويعتبر ظهور نجم سهيل علامة على نهاية الصيف وبرودة الجو.
و نجم “سهيل” من أكثر النجوم التي اهتم بها الناس منذ القدم في الجزيرة العربية وغيرها ، حيث أن نجم سهيل، يستبشر بطلوعه العرب، وهو من ألمع النجوم في السماء وله عدة مسميات عند العرب فهم يسمونه البشير اليماني ويسمونه سهيل اليماني أيضا وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ، ويمين الكعبة المشرفة ويتم رصد هذا النجم بالعين المجردة من جنوب الجزيرة العربية
وهو ثاني أكبر نجم مضيء يمكن أن يرى بالعين المجردة ، حيث أن النجم الأول هو الشعرى اليمانية أشد نجوم السماء سطوعا، ومعظم المهتمين بعلم الفلك يبدأون حساباتهم من بداية هذا الطالع لأنه أشهر الأنجم وأوسعها ذكرآ.
وينقسم نجم سهيل إلى أربعة منازل تبدأ بـ(الطرف) ومدتها ١٣يوماً، وهي آخر نجوم الصيف، ويصبح معها الطقس لطيفاً ليلاً مع بقاء الحرارة في ساعات النهار، ثم (الجبهة) وتمتد لمدة ١٤ يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف ويبرد الليل فيها ويتحسن الطقس نهاراً، ثم (الزبرة) وتستمر لمدة ١٣ يوماً وفيها تزداد برودة الليل، ثم (الصرفة) وهي آخر نجوم سهيل، وتمتد لمدة ١٣ يوماً اخر وسميت بذلك لانصراف الحر عند طلوعها” .
وتبدأ الشمس تميل نحو الجنوب بعد أن كانت عمودية بداية فصل الصيف ، ونجم سهيل تغنى به العرب منذ قديم الزمان وكان جزءا من أشعارهم وأمثلتهم، ويعد جزءا من معرفتهم المناخية بتغير الجو. فظهوره كان بمثابة علامة على انتهاء الحر واعتدال المناخ. ووصفت العرب الأجواء التي تصاحب خروج سهيل بقولها (إذا طلع سهيل برد الليل وخيف السيل ونزل على أم الحوار الويل) وتقول البادية: (سهيل يظهر بالسماء ويهيج بالقاع البعير) وتقول (إذا طلع سهيل تلمس التمر بالليل ولا تأمن السيل) قولهم: “الصيف أوله طلوع الثريا وآخره طلوع سهيل ، وقال الشاعر :
على طلعتك ياسهيل باقي عدة أيام
مواقيت يحسبها هل الطير والناقه
هل الطير غايتهم مداهيل صيد العام
وهل الذود , نيتهم حيا لاح براقه.
وفيه يطول الليل ويقصر النهار و نجم سهيل أطال في الشعر العربي، وبرع فيه شُعراء العصور الجاهلية، ويبدو أيضاً أن «سهيل» كان رمزاً للحب عند العرب، فهو متلألئ اللمعان، متعدد الألوان، ومتذبذب الظهور، فشبَّه العرب لمعانه المترقرق بخفقان قلب العاشق، ولونه اللامع بوجنة المحب..
قال عنه أبو العلاء المعري : وسهيل كوجنة الحب في اللون وقلب المحب في الخفقان) فنجم سهيل يومض باحمرار فكأنه خد المحبوب في اللون وخفق قلب العاشق الولهان..
و قال مالك بن الريب: أقول لأصحابي ارفعوني فإنني يقر بعيني أن سهيل بدا ليا بأن سهيلا لاح من نحو أرضنا وإن سهيلا كان نجما يمانيا.
ورؤية سهيل تذكر العشاق بأحبابهم.. قال العباس بن الأحنف:
طربت إلى أهل الحجاز وقد بدا
سهيل اليماني واستهلت مطالعه
وفي الماضي كان الناس في الحر ينامون في سطوح المنازل أو في العراء, ولذلك كان سهيل رفيقا للعشاق الساهرين من شدة الوجد, واشتغال القلب, فكأنه نديمهم الذي يسامرهم إلى الصباح, والساهر يطلق نظره في السماء, ولذلك فإن عينه تنجذب نحو سهيل, لأنه الأوضح والأجلى نورا .
وفي نجم سهيل ، يبدأ نضج الليمون وينضج فيه سائر الفواكه وينضج التمر ويكثر خرافة ونزوله إلى الأسواق، وتغرس فيه فسائل النخيل ، كما تنشر فيه الأقمشة الصوفية لئلا يدخلها السوس، وتهاجر فيه الطيور الصغيرة مثل الدخل وتهاجر طيور الصفار وفيه بداية هجرة طائر “القميري” وتتواجد فيه بعض الطيور المهاجرة .