سلمى حسن ـ القاهرة
نظمت “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة و العلوم” بالتعاون مع “مركز الحوار للدراسات السياسية و الإعلامية” مؤتمراً عن “مصر و روسيا ثمانون عامًا من الشراكة الاستراتيجية”، وذلك بمناسبة الذكري الثمانون علي العلاقات المصرية الروسية، وتحدث عددا من الخبراء المتخصصين في الشأن المصري و الروسي، وتبادل الرؤى وعلاقات الأخوة والصداقة التاريخية بين البلدين،
وناقش المؤتمر المحاور الآتية المحور الأول:مصر وروسيا تاريخ زاخر ومسار استراتيجي راسخ والمحور الثاني: مصر وروسيا .. شراكة اقتصادية فاعلة والمحور الثالث: التعاون المصري الروسي .. آفاق واعدة.
وعرض المؤتمر تاريخ العلاقات المصرية الروسية قبل ثمانين عامًا، والتي شرعت مصر وروسيا في تدشين علاقاتهما الدبلوماسية الرسمية، فقد شهد عام 1943 إنشاء أول سفارة مصرية في موسكو، وعلى الرغم من ذلك فعلاقات البلدين هي علاقات تاريخية ممتدة ومتواصلة بجذورها في أعماق التاريخ، لتصل إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، منذ عصر الإمبراطورية الروسية القيصرية، تلك الفترة التي شهدت افتتاح أول قنصلية روسية في الإسكندرية، وهي الحقبة التي شهدت تعاونًا مصريًا روسيًا واسعًا، لا سيما على المستوى التجاري، وبدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية، وكما تم تكريم العالم الراحل الدكتور “حسين الشافعي” لما قدمه من دعم العلاقات المصرية و الروسية ومؤسس “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم ” وتسلم التكريم ” الاستاذ نبيل الشافعي”.
أشار الأستاذ “شادي حسين الشافعي” رئيس “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” بأن العلاقات بين مصر وروسيا تُعتبر متينة ومتجذرة، ونحن نحتفل بمرور ثمانون عاماً علي العلاقات بين البلدين، وتم عقد العديد من المحاضرات في هذا المؤتمر التي تقوم باللقاء الضوء علي العلاقات التاريخية بين البلدين، و کان الجانب الثقافي دائما مکوناً أساسياً فيها، وشهدت العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا نقلة نوعية بفضل الدعم الکبير الذي يقدمه الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، وهذا الأمر الذى أصبح جسراً مهمًا لتوطيد العلاقات بين مصر وروسيا، ومحطة للتعاون بين البلدين، مما يسهم في توافق رؤى الدولتين، ولقد لعب العلماء والمثقفين المصريين دوراً هاماً في تنمية العلاقات المصرية الروسية.
أشار اللواء “حمدي لبيب” نائب رئيس “مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية” ، أنه فخور بالمشاركة في ذكري مرور ثمانون عاما علي العلاقات المصرية الروسية، وهذا المؤتمر عرض العلاقات التاريخية بين البلدين، وعرض الرؤى والافكار المثمرة التي تزيد في علاقات الصداقة بين البلدين.
اللواء “طارق نصير” رئيس” المنتدي العالمي للدراسات المستقبلية” ، يعتبر اول مؤتمر يتحدث عن العلاقات المصرية الروسية ومرور ثمانون عاما، وعكست العلاقات المصرية الروسية التي تعمل علي تحقيق المصالح المشتركة، والتي اصبحت نموذجا وهو احتفال يحمل شهادة للتاريخ لما حدث من علاقات مشتركة وصداقة واعدة بين البلدين والمستقبل سيكون واعدا بفضل الاهتمام بتطوير هذه العلاقات التاريخية.
السيد “يوري ماتفيف” القائم بأعمال “سفارة روسيا الاتحادية” في “جمهورية مصر العربية” ، نحن سعداء اليوم بهذا المؤتمر، وأنه جاء من مصر، وكانت صفحة ناصعة وكانت العلاقات المصرية والسوفيتية في عهد عبد الناصر متميزة وشاركت روسيا في التصنيع في مصر ولعبت دورا وتعاونت مصر واعطاء زخم كبير تحت رعاية الرئيس السيسي والرئيس” فلاديمير بوتين”، ويوجد تعاون في كافة المجالات، وهناك من المقرر افتتاح المنطقة الصناعية في محور قناة السويس، وانشاء شركة للصيانة الفنية لعربيات السكك الحديد في ضواحي القاهرة، وروسيا تظل اكبر مورد لتوريد الحبوب الي مصر ، واهم عناصر الصداقة هو التعاون بين الشعوب.
اللواء طارق المهدي رئيس المنتدي المصري للإعلام، شاكر الدعوة الكريمة ، ودليلا علي العلاقات المصرية الروسية المشاركة في بناء السد العالي، وان روسيا لها دورا مع مصر معتمدة في ذلك قوة الصداقة المشتركة مع مصر.
أوضحت الأستاذة الدكتورة “لاريسا إيفريموفا” نائب رئيس “جامعة روسيا للصداقة للشؤون الدولية”، يوجد العديد من القيم الثابتة ولابد من وجود تعليم جيد يعمل علي قيم الشراكة واعتبارا بانني ممثلة لاكبر جامعة في روسيا وجامعة الصداقة بين الشعوب خصصت منح لدارسة الطلاب المصرية، ولابد من التعاون في مجال التكنولوجيا وهو من المشروعات المهمة لاعداد كوادر اقتصادية، والهدف اعداد كوادر علمية متميزة في مجال الطاقة.
أشار السفير “محمد العرابي” وزير الخارجية الأسبق و رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ، انا بعتبر الاستاذ شادي حسين الشافعي منتج جيد في العلاقات المصرية الروسية ونحن بصدد مراجعة التاريخ ومعرفة الحاضر والتطلع للمستقبل واشاد بجامعة الصداقة والشعوب وتواجدها في مصر والذي يعطي تطورا كبيرا في العلاقات المصرية والروسية ويوجد مواقف تاريخية وقفت فيها روسيا بجانب مصر في العديد من المجالات.
أوضح الدكتور “أحمد طاهر” رئيس مركز “الحوار” أن مركز الحوار مهتم بالعلاقات الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية ومصر، ما تجلى في إطلاق برنامجًا للدراسات الروسية، وإصدار التقرير الروسي السنوي، بالتعاون مع “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم”، هذا فضلًا عن إصدار كتاب يُقدم بالرصد والتحليل مسار ثمانين عامًا من التقارب المصري الروسي.
جدير بالذكر بأن “المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم” قامت بدعم علاقات الصداقة بين مصر وروسيا، وذلك من خلال إصدار عدداً من الكتب، والتي تتضمن تاريخ علاقات التعاون الوثيق بين الدولتين المصرية والروسية في العديد ومنها كتباً منشورة عن الأدب الروسي ودراسة متخصصة في تأصيل هذه العلاقات في العديد من المجالات ونشر وثائق عن الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول معلم باللغة العربية في إمبراطورية روسيا.