بقلم / المدربة والمستشارة الأسرية هدى الأحمدي
استيقظت بسمة على جرس المنبه يشير إلى السادسة صباحاً.
يالله أول يوم دراسي !!، بسرعة مرت الأيام شهرين ماشعرت فيها ؟.
هكذا حدثت نفسها !:
ماخرجت ؟
ماسافرت؟
ما اتسوقت ؟
مازرت أقاربي!
ما أعطيت أسرتي حقها من الرعاية؟
وهي تستعد للذهاب إلى عملها بعد هذه الإجازة التي تعد من وجهة نظرها قصيرة جداً !!، انتظرت السائق حتى حضر في الموعد المحدد.
وهي في طريقها مر عليها شريط ذكريات ماذا كانت تنوي أن تفعل في تلك الإجازة البتراء ، لكنها تنهدت بأسى: لم أفعل شيئاً يذكر!، إنجازاتي في إجازتي صفر!.
دخلت العمل وهي تنتظر استقبال الصديقات : ورأت أمامها أكبر طاقة سلبية في العمل الشخصية المتذمرة دوما ، بيان التي دوماً تتحلطم وتتذمر وتشتكي الناس والأماكن وكل مايحيط بها فبادرتها بسمة بالتحية وأردفت قائلة : شفتي مسرع الأيام !
ردت بيان كعادة سموها: ياحسرة هذي اجازة ؟؟ ، والله مرت كالبرق!
وسرعان مادخلت عليهن بدور وهي تضرب أخماس في أسداس نتيجة دوامة العمل من جديد والواجبات والمهام التي ستكون على عاتقهن مجدداً بعد انتهاء الإجازة التي مرت كالبرق كما يصفنها الصديقات ،
وتأتي بشرى والتي لها من اسمها نصيب وهي تبتهل وتمشي وكلها طاقة إيجابية تفوح في أرجاء المكان وتذكرهن بنعمة هذه الإجازة وأنها بفضل الله انتهت صحيح لكن لافاقدين ولامفقودين ونحن ننعم بصحة وعافية ثم تمتمن جميعاً بصوت واحد: والله صحيح
الحمد لله على النعمة.
ثم أردفت بشرى قائلة :
قل للذي ملأ التشاؤمُ قلبه
ومضى يضيق حولنا الآفاقا
سر السعادةِ حسن ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا”
الحياة تحتاج أن نفكر بإيجابية ونستشعر كل نعمة وهبنا الله تعالى حتى لاتدخل ضمن الذين قال عنهم المولى عز وجل :
( إن الانسان لربه لكنود).
وجدير بالتأمل أن في النعم ابتلاء أو اختبار وامتحان من الله عزّ وجلّ؛ يعطيها لنا ثم ينظر كيف نتعامل معها وماذا نصنع بها، ولعل من لوازم شكر النعمة ومن مقتضيات حفظها أن نستخدمها في كل ما يرضي الله تعالى، ولا نضعها في موضع سخطه أبداً، فنحرم منها بسوء صنيعنا فيها.
همسة حب
واصل جهادك إنما يهنا هنا
من بالعلوم غدى لديه سلاحًا
فالنفس إن لم تشتغل بمنافع
*قتلتك جهلًا أو ملتك جراحًا
الحياة تحتاج جهاد ثم صبر ثم عمل ثم تفاؤل ثم تفكر ثم تدبر ثم وقفات ثم قرار..
وفي الختام
القرار ينبع من ذات الانسان إما أن يتغير فكرياً أم يبقى في الأمية حتى يموت
لقلبك الحنون أقول:
كُنْ طيِّبَ الآثارِ إنّك راحلٌ
فلَعلّها يومَ النُّشور تُجير”