كتبها/ راشد بن محمد الفعيم
يدخل بمشيئة الله تعالى وحسب تقويم ام القرى وكثير من الفلكيين اليوم الجمعه١٤٤٥/١/٢٤هـ، ٢٠٢٣/٨/١١ م نجم (الكليبين) او (النثره) ، وهو سادس منازل فصل الصيف ، ويشاهَد فوق الأفق الجنوبي الشرقي. ويصفه أهل البادية بمرخيات القلائد وسبب تسمية مرخيات القلائد بهذا الاسم يعود الى جمع القلائد وهي القلادة، التي تعلق على أعناق الإبل للزينة، وهذه ترتخي في هذا النجم من شدة العطش فتشد مجدداً., قال الله تعالى[وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ ْ] القلائد هى نوع خاص من أنواع الهدي الذي يفتل له (قلائد ) من الإبل وغيره. قال راشد الخلاوي رحمه الله : قضى القيظ عن جرد السبايا ولا بقي
من القيظ إلا مرخيات القلايد : وجرد السبايا هي الخيل، و الخيل تترك وقت القيظ تستريح لشدة حرِّه حتى إذا اعتدل الزمان جاء وقت كثرة استخدامها وينتهى حقهن من الراحة وبدأ حق أصحابهن بركوبهن، وقطع الفيافي والمرتفعات، والمسافات البعيدة.
وقول الخلاوي رحمه الله: ولا بقى من القيظ إلا مرخيات القلايد”، يقصد أنه لم يبق من القيظ إلا آخره الذي يسمى مرخيات القلايد. ومرخيات القلايد هي أيام الكليبين ، وسبب التسمية أن هذه الأيام شديدة الحر، إذا صدرت فيها الناقة العشراء عن البئر مرتوية؛ فإنها لاتعود نهار غبِّها إلا وقد ضمر بطنُها ورقبتُها من العطش، وارتخت قلائدها، المشدودة عليها، فنزلت إلى أسفل رقبتها. والغالب هو أن ترد الإبل الماء يومًا وترعى آخر. وله وصف آخر يصف به بمحننات الجمل ، أي أنَّ الجمل يحنّ فيها إلى شرب الماء بسبب شدة الحرارة. ويقال”ما بين سهيل والمرزم، نجم ييبس غزير الجَم”
ويقصدون نجم الكليبين ، وسمي الكليبين من الكَلِب؛ وهو شدة الجَدب والجفاف.
يقول الخلاوي رحمه الله :
ونجوم الكليبين التي تنشف الجَم، يغور فيها ما العدود الوكايد : وهو آخر نجوم القيظ ومدته ١٣ يوم وتهب الرياح الشمالية الشرقية وتتخلق السحب من الشرق الي الغرب وتكون الرطوبة مرتفعة خصوصا سواحل الخليج العربي.
ويرى سهيل في منتصف هذا الطالع قبل طلوع الشمس وتهدأ العواصف فيه تغور المياه ويبرد باطن الأرض ويتلطف الجو ليلًا في المناطق الصحراوية خاصة الشمال. وتقول العرب (إذا طلعت النثرة احمرت البسرة، وجني النخل بكرة وآوت المواشي حجرة، ولم تترك في ذات در قطرة.. ويوشك أن تظهر الخضرة) ( وتزداد الرطوبة ويبدأ نضوج الرمان ويبدأ فيه شتلات الطماطم والفلفل والباذنجان والبصل. وتشاهد بعض الطيور المهاجرة مثل الهدهد والدخل والصفارة ، وكما أن المواشي لا تبرح من أماكن الظل، ويخلو الحليب منها وينقطع في هذه الفترة، ويعتقد العرب أنّ عقد الزواج في هذا النوء حميد. ثم بعد انقضاء أيام نَجم الكليبين يتبعه ظهور نَجم سهيل والذي يكون بشارة في انكسار حدة الحرارة الشديدة وإعلان عن بدء انتهاء موسم الصيف والرطوبة.
طرح رائع وجميل …نفع الله بعلمك و بارك الله في جهدك اخي راشد الفعيم