سلمى حسن ـ القاهرة
أقام المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال١٦ برئاسة الفنان محمد رياض، اليوم ١ اغسطس، جلسة نقاشية تديرها الناقدة رشا عبد المنعم، وحفل توقيع لكتاب الفنان صلاح عبد الله، الذي حرره الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر، وذلك بحضور الفنان صلاح عبد الله، في قاعة المجلس الأعلى للثقافة، وبحضور عدد من الفنانين منهم رئيس المهرجان محمد رياض، ومدير المهرجان ياسر صادق، و رفقاء رحلته و تلامذته ومنهم المخرج خالد جلال، والمخرج ناصر عبد المنعم، والفنان ياسر صادق بالاضافة للفنانين : يوسف إسماعيل، والمخرج أشرف فايق والناقد محمد الروبي ، والناقدة سامية حبيب والكاتب عماد مطاوع .
قالت الناقدة رشا عبد المنعم: “أوجه التحية للمهرجان لاختيار الفنان صلاح عبد الله للتكريم، حيث أن الكثيرين قد لا يعرفون دور صلاح عبد الله في المسرح، والضحك هو نشاط اجتماعي، لا ينشأ إلا بجماعة، والسخرية والهزل كفلسفة كاملة وراء الضحك مرتبطة بالإنسان، لذلك نحن نعتز بالأشخاص الذين يرسمون الضحكة على وجوهنا، والفنان صلاح عبد الله من الفنانين الكبار الذين يرسمون الضحة على وجهوهنا، وهو فنانا كبيرا نشأ في حي بولاق الدكرور، والأحياء الشعبية شديدة الثراء وهي مصدر مهم جدا من مصادر الإلهام لكتير من الكتاب والمبدعين، وهذا الثراء يشكل شخصية الفنان أو الكاتب والمبدع، كما نجد في كتاب الفنان صلاح عبد الله، أنه غطى جوانب كثيرة من حياته، مع التركيز على الفنان المسرحي، بداية من الطفولة مرورا بفترة الشباب، ومرحلة التحاقه بمسرح مركز شباب بولاق الدكرور حيث التقى بالمخرج الكبير عباس أحمد، وبعدها مرحلة إنشاء فرقته الخاصة وهي “تحالف قوى الشعب العاملة”، ومرحلة الجامعة ومرحلة الاحتراف”.
علق الفنان صلاح عبد الله على اسم الفرقة قائلا: “اختيار هذا الاسم ليس من اختياري، فكان اقتراح أحد الصحفيين في ذلك الوقت، لأنه وجد الفرقة تشمل كل الفئات بالمجتمع، طلبة من كليات مختلفة ومدارس وحاصلين على دبلومات وحرفيين وغير متعلمين” وهذا الصحفي هو الذي أطلق عليها اسم فرقة “تحالف قوى الشعب العاملة”.
وتابعت رشا عبد المنعم: “ثم جاءت فترة مسرح الجامعة، وهي أهم مختبر مسرحي يخرج منه سنويا فنانين للسينما والمسرح ولمختلف الفنون، وكان هناك أعمالا كثيرة جدا في مسيرة صلاح عبد الله وكان يميزها أن معظم النصوص كانت كلها لكتاب مصريين، منها “اه يابلد”، “الشحات”، والمهرج صقر قريش”، و”رابعة العدوية” و”الخناونة” و”رسول من قرية دميرة”.
أضاف صلاح أن “تجربة فرقة “تحالف قوى الشعب العاملة” كانت ناجحة جدا وكنا نقدم العروض بحب شديد ونصرف من أموالنا على العروض، ولكن أول مرة اشتغل في مسرحية على مستوى الاحتراف وبأجر كانت مسرحية “رابعة العدوية” مع المخرج الكبير شاكر عبد اللطيف، وتأليف يسري الجندي، ومع الفنانة سميحة أيوب والفنان يوسف شعبان”.
واستكملت رشا عبد المنعم: “الحقيقة أن الكتاب كافي ووافي جدا، فهو يرصد مراحل وتفاصيل كثيرة في حياة الفنان صلاح عبد الله، حيث يرصد مرحلة مسرح كلية تجارة التي قدم بها الفنان صلاح عبد الله عدد كبير من المسرحيات، ومن خلال مسرح الجامعة انتقل إلى الاحتراف حينما شاهده المخرج شاكر عبد اللطيف، في أحد عروض الجامعة، واختاره ليشارك معه في مسرحية “رابعة العدوية” تأليف يسري الجندي، ثم انتقل إلى تجربته مع الفنان محمد صبحي والكاتب لينين الرملي، ثم تجاربه في فرق أخرى منها الفنانين المتحدين وتجاربه مع المخرج جلال الشرقاوي”.
وعقب صاحب الكتاب على تلك المرحلة وفترة الجامعة، قائلا: “كان لدى الميل الأعظم للمسرحيات المؤلفة مصريا وعربيا، فكانت أول تجربة للمخرج نادر صلاح الدين كمؤلف كانت معي في مسرحية “الخناونة” بمسرح الجامعة، وكذلك الكاتب محمود دياب قدمت له مسرحية “رسول من قرية دميرة” والتي حصلت على الجوائز العديدة، فكنت مؤمن به جدا، كما أني أفتخر دائما أن جعلني الله سبب لظهور فنان كبير مثل المخرج خالد جلال، كان أول وقوف له على خشبة المسرح معي في مسرحية من إخراجي، فاعتبره معمل تفريخ لمعظم النجوم الذين ظهروا على الساحة حاليا، مسرحيا وسينمائيا وتليفزيونيا، من خلال تجربته بمركز الإبداع”.
وأكد خالد جلال “أول مرة مثلت في الجامعة كان مع الفنان صلاح عبد الله، وكان من ضمن هذا الجيل وقتها خالد الصاوي وخالد صالح وماجد الكدواني وهاني رمزي وغيرهم، وأول عرض كان “الخناونة”، وبسبب صلاح عبد الله وحبه للمسرح، عشقت المسرح وكنت خلال ال٤ سنين فترة الجامعة دائما على خشبة مسرح الجامعة، وتعلمت منه الاحترام والالتزام بالمواعيد وتقدير الفن، أما في شأن القطاع الخاص والعام، لي وجهة نظر، أنه في فترة ما خرج فيها العظماء مثل عادل إمام وفؤاد المهندس وعلي الكسار وصلاح السعدني، جميعهم وغيرهم من العظماء خرجوا من المسرح الخاص، حيث لم يكن هناك تواجد لمسرح الدولة في تلك الفترة”.
وعلق رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، على تكريم الفنانين بالمهرجان: “نحن نكرم الفنان على تأثيره في المسرح بشكل عام سواء عمل في مسرح الدولة أو الخاص، ويمكن أن نكرم فنان لم يعمل نهائيا في مسرح الدولة ولكن له تأثيره المسرحي المهم، فهناك خلط لدى الناس أن الذي يتم اختياره للتكريم في المهرجان ضروري أن يكون شارك في مسرح الدولة، وهذا غير حقيقي وليس معيارا لاختيار المكرمين”.
وقال الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر محرر الكتاب: “الحقيقة حينما علمت بأسماء ال١٠ المكرمين بالمهرجان هذا العام، كنت أتمنى الكتابة عن أحدهم وكان في ذهني فنان معين، وبالصدفة وجدت الفنان محمد رياض رئيس المهرجان قد اختارني لتحرير كتاب الفنان صلاح عبد الله وكنت سعيدا جدا لأنه نفس الفنان الذي كان بذهني وتمنيت الكتابة عنه، وفي هذا الكتاب تناولت منهج صلاح عبد الله في التمثيل حيث له منهجه الخاص والمختلف عن الآخرين، وحاولت رصد كيف صنع هذا الفنان لنفسه طريقة ومنهجا خاصا في التمثيل، وكنت حريص جدا في الكتاب على رصد ذلك في أحد فصول الكتاب، بالإضافة إلى رصد العديد من الجوانب الأخرى في رحلة صلاح عبد الله، كما يتضمن الكتاب شهادات مهمة من أصدقاء ومرافقين وأصحاب فضل وتلاميذ للفنان صلاح عبد الله خلال رحلته الفنية الطويلة، كما أن الشاعر صلاح عبد الله مختلف جدا ولديه الكثير من الفكاهة، لذلك كنت حريص أن يتضمن الكتاب بعض أشعاره، وأود ان أتوجه بالشكر للفنان صلاح عبد الله على سعة صدره ورحابته في الجلسات الكثيرة التي عقدتها معه ومتابعته الدقيقة خلال فترة إنجاز الكتاب، كما أوجه الشكر للفنان يوسف إسماعيل الرئيس السابق للمهرجان القومي للمسرح المصري لأنه صاحب الفضل في إتاحة الفرصة لي بالكتابة في السير الذاتية بالمهرجان بكتاب عن الفنانة إلهام شاهين، ثم كتاب الفنان محمد صبحي”.