بقلم/ إنجى عمار
النار للى كابشها
إذا احترقت يدك .. أنت أول من سيتألم ويتأوه ويصرخ ويتلوك الأقرب فالأقرب بالمشاعر وليس بشئ آخر .
فما هو الداع لهذا الصراخ والعويل .. على من ذهب لسرادق عزاء متشحا بالسواد متباكيا أ متصنعا الدمع والحزن صباحا وسارع لفرح أو مناسبة إجتماعية فيها السرور والبهجة ليلا .
ما الغريب … كلها مجاملات
لا الحزن أضنى ضلوع ولا الفرح أبهج قلوب .
هى فى الأول والأخير مناسبة اجتماعية وواجب لزم القيام به ، هنا أو هناك ،التواجد جسدى بعيدا كل البعد عن التواجد الحسى ،فالمشاعر محايدة .
خلقنا لبعض رحمات حقا .. أن تتواجد وترأب صدع ونلملم لم.
ولكن _ ولكن _دقق فقد تبدلت الأحوال وتغيرت النفوس.
سل .. من مر بتجربة فقد عزيز ، كم من عزيز عن عزيز طيب جرح ؟
كم من غالى للغوالى كفف دمع ؟
سوادها الأعظم شوهات ومجاملات لا أريد أن أزيد إنها مصالح ونفاق اجتماعى .
ضاعت حرمة الموت وهيبته وسرور الفرح وغبطته .راحت الأصول لم تعد المشاركات كما كانت .
كان من زمن ليس ببعيد للموت طقوس يقدسها ويحترمها القاصى والدانى .
يحترم الجميع حزن أهل المتوفى ، يحوم الوجوم على الوجوه دلالة على مشاعر صادقة نقية .
تلتحف النساء بالسواد والدموع وكلمات الرثاء .
أما الآن فألوان .وعيون ضاحكة وابتسامات مختلسة، فهو واجب ليس إلا .
النار للى كابشها .. لن يشعر بألم الفقد والفراق ، الحنين والاحتياج إلا من تجرع قساوة ومرار الموت وشرب من كأسه على عزيزه وغاليه .
واجهوا أنفسكم ، كم منكم بمجرد خروجه من سرادق عزاء واتشاحه. بالكالح من الألوان خلع عنه لمحة الحزن ومارس حياته بشكل طبيعى ؟!!!!!
انأوا بأنفسكم عن الصيد فى الماء العكر والجلد والثرثرة .
هى الحياة بأفراحها وأتراحها