بقلم : وداد الجهني
في أغلب الأحيان يعتقد الإنسان أن الحب يحدث عمداً؛ بجهد مبذول منه أو بتخطيط مسبق، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً؛ فالحب ليس شيئاً ننويه فنفعله. إنه يتسلل إلى أعماقنا فجأة بدون أي مقدمات، ودون أي سبب لايأتي بمال، ولايؤخذ بجمال، ولا يقاس بعمر، هو قدر يستقر في قلوبنا؛ فتهيم به مشاعرنا، وتعانق أحلامنا،و أمانينا عنان السماء. نكون به مسرورين سعداء نرسم بخيالنا أجمل النهايات وأعذب الحكايات يغيرنا ويجعلنا نرى الحياة بشكل مختلف؛ لكن أحياناً يكون ” الحب عذاب” هذه العبارة القديمة التي كنا صغاراً نكتبها بين صفحات الدفاتر، ونقرئها مكتوبة على الجدران نجدها واقعاً ملموساً ماثلاً بين أعيننا عندما يأتي هذا الحب متأخراً؛ فهو يجعلناننظر إليه من مكان آخر بحياتنا خاصة عندما يرفضه الواقع؛ فيلقينا على شواطئ الآلم. فالحب المتأخر يضع على عقولنا حجاباً ضبابياً يجعلنا لا نرى الأشياء على حقيقتها؛ ولكن عندما تهداً ثورة المشاعر نندهش بحقائق لا قبل لنا بتحملها؛ لذلك لابد أن ينطفئ هذا الحب كعود كبريت سقط وسط المطر.
شاهد أيضاً
جُرْحُ الْهَوى
محمد النعمي – بيش أمَا زَالَ وَجْهُكِ حُلْمَ الُمَرايا وَعَيْنَاكِ يَرْنو إلَيْها الْكَحَلْ وَهَلْ مَا …