بقلم / الجوري
في كل يوم نتألم حتى نتعلم درسا جديدا.. فالأيام تلطمني كما الأمواج في بحر غربتي.. وكل يوم ربي هو في شأن عظيم…أتألم وكأنها النهاية وما علمت أنها البداية لما هو أجمل وأجمل… فشمس الصباح العصفوري الهادئ يطل على قلبي بنسمات تريح نفسي الهثة من بكاء أدمى قلبي ليلة البارحة..
ومع كل إشراقه تتبدل دموعي من لوعة وحزن لتفاءل وإشراق وأعلم كل يوم وتثبت أن بعد ليلي الدامس صباحا جديد، وبعد حرارة شمس عصرا سعيد تحلق به عصافير مغردة على شجيرات رصت بتنسيق فنان…
جلست أنظر متمتعة في تلك الأشجار الباسقة غذيت بماء رقاق.. رقرق صوته على مسامعي بنغمات الطبيعة دون تدخل يد بشرية.. جلست استمع إليها وكأني انتظر ما يطمئن قلبي عما زلزله ظلما أصابت بيتي ومملكتي. وحينها شعرت بدموعي تسيل على خدي المتورمة من البكاء ، فاضت روحي مع قرب المغيب للمناجاة والنحيب حتى تفطر قلبي وانكوى كبدي وارتعش جسدي الصامد .
إلى أن أتى المساء يا حبيبتي آه وآه أين شعاع الشمس هل غاب عني ، أين العصافير المغردة هل ملت مرافقتي ، وأين خضار وريقات تحركت بهدوء قبل المغيب ، لم أصبحت بهذه الوحشية حركات أوراقها تصارع رياح الشتاء العنيفة بعنفوان ما بالها، أين الهدوء وهدوء الماء لماذا أصبح يضرب على تراب غابتي بقوة … ورائحة التراب تزلزل كياني.
أطبقت على مذكرتي وقلمي ولملمت ردائي حتى لا يبتل ويثقل خطاي… وارتديت حذائي وأنا أنظر هناك وهنا ، وهربت مسرعة في ليل أسود بهيم يلفحني الهواء البارد في جبيني ومعصمي فتنزلق حذائي متقطعة كما قلبي، وأنظر على إصلاحها أم أتركها ، وكأن عنفوان الطبيعة يرغمني على تركها مقطعة وهربت أجري، وأجر خلفي ويلات الألم والحسرة، وطرت كما النسر في البرية لألتقي ببساط فرش بعناية أمام عنفوان الليل والرياح والبكاء، وارتميت به باتجاه ربي جابر الكسور وإن عظمت ورحيم بي ،وإن تعبت، وهاب لي ،إن انحرمت وكيلا لي وإن بقيت وحيدة .
وأخذت دون وعي وإدراك أبكي وأقول وارباه ، وارباه ، وارباه، فربي لطلبي عليم بكيت وارباه ورباه ، حتى أعياني الليل ، نمت نوم المغشي عليه لتوقظني من جديد شعاع صفير عصفوري والشجيرات ، وكما لو كنت أحلم، وما مررت به ليلة البارحة سينطوي
وسيبقى حقيقة غائبة.
شارك باستخدام https://www.writediary.com/getapp