المزادات الخيرية الإلكترونية.. تجارب مُلهمة في العمل الاجتماعي

بقلم: عبد القادر عوض رضوان

المستشار الإعلامي لجمعية البر بجدة

في ظل التحول الرقمي الذي لامس مختلف القطاعات باعتباره أحد أبرز المُمكِّنات والحلول الابتكارية التي تساهم في تحقيق مستهدفات الرؤية التنموية 2030 بل ويشكِّل قيمة مضافة في تحسين جودة الحياة من خلال تهيئة البيئة الملائمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية..

جاءت المزادات الخيرية الإلكترونية كأداة مبتكرة معاصرة في دعم العمل الاجتماعي، حيث تنظم العديد من المؤسسات الخيرية عدداً من تلك المزادات التي يعود ريعها على العمل الاجتماعي من خلال دعم حملاتها وبرامجها المجتمعية التي يستفيد منها عدد كبير من الفئات المستهدفة.
تُمكّن تلك المزادات الخيرية الإلكترونية المشاركين من رواد العمل الخيري والإنساني من المزايدة على معروضات بغض النظر عن قيمتها الفعلية من أجل هدف أسمى وهو مساندة عمل خيري هادف تستفيد منه الفئات المستهدفة في تلك المؤسسات الخيرية.
هذا النهج المبتكر في العمل الاجتماعي يتجاوز مفاهيم عرض المقتنيات الشخصية فقط، ليمتد الى عمل مزادات على لوحات فنية أو أرقام مميزة للوحات سيارات أو هواتف محمولة يعود ريعها على الحملات الإنسانية التي تنفذها مؤسسات القطاع غير الربحي بمشاركة نُخب من رجال الأعمال ورواد العمل الاجتماعي.
ولعل نموذج مشروع (مزاد الخير) الذي قدّمته جمعية البر بجدة والذي ستطلقه قريباً كمنصة رقمية تفاعلية لتمكين واستدامة العمل الخيري، ويتم من خلاله عرض المقتنيات الخاصة بالمتبرعين وبيعها من خلال هذا المزاد الإلكتروني الذي يعود ريعه على الجمعيات الخيرية المسجلة بالنظام والتي يختار المتبرع إحداها للاستفادة من مبلغ مزاد سلعته.
نقول: لعل هذا النموذج يحفز المعنيين بالعمل الاجتماعي على التوسع في تلك المزادات التي تشكل قيمة أخلاقية في دعم العمل الاجتماعي.
وهذا يجعلنا نستحضر العديد من تلك المزادات الإلكترونية التي تمثل منجزات تنموية معاصرة في العمل الاجتماعي، ومن ذلك: مزاد جمعية سند لدعم الأطفال من مرضى السرطان، الذي تم تنظيمه مؤخراً تحت عنوان (دكاكين الخير)، بمشاركة 17 خطاطاً قدَّموا 29 عملاً فنياً من المخطوطات والحرفيات العربية.
من هنا، وتعزيزاً للابتكار في العمل الإنساني، ولزيادة الوعي بالمسؤولية الاجتماعية، فإننا نقترح التوسع في تلك المزادات الإلكترونية بالتنسيق مع المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وأن يتم إثراؤها من خلال دعم محتواها بمقتنيات المشاهير، أو كؤوس الأندية الرياضية، أو التحف والنفائس الفريدة التي تحاكي أحداث التاريخ، أو الأعمال الفنية الإبداعية المتنوعة، أو العملات القديمة.. وغيرها الكثير، مع متابعة وتبني أفضل التجارب والممارسات العالمية في هذا الجانب، ودعم ذلك كله بحملات إعلامية وتسويقية تستهدف رجال الأعمال والأثرياء من رواد العمل الاجتماعي، ومختلف القطاعات ذات العلاقة لتحفيزهم على خوض غمار المشاركة في تلك المزادات، بما يجسد أبعاد (الإنسانية الملهمة) في العمل الاجتماعي.
لعلي أجزم أن ذلك كله سيكون أحد الروافد الهامة في منظمات القطاع غير الربحي التي تدعم استدامة العمل الخيري وتمكينه بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز هذا القطاع ورفع مساهمته في الناتج المحلي من 1.5% إلى 5%.
فهل نبدأ؟.. ذلك ما نرجوه.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.