روافد ـ متابعات
دعا عضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الدكتور يوسف بن سعيد، خلال خطبة عرفة لهذا العام بمسجد نمرة، الحجاج وجموع المسلمين إلى وحدة الصف والاجتماع على كلمة سواء ونبذ الفرقة والبعد عن التنافر والنزاع.
وقال إن المولى تبارك وتعالى أمر سبحانه بوحدة الصف وجمع الكلمة والائتلاف، ونهى عن كل ما يُحدث الفرقة والاختلاف، كما أمر بالتعاون والاجتماع ونهى عن التنافر والنزاع.
وأضاف أن الله حرم عليكم دماءكم وأعراضكم، فاختلاف اللغات والألوان ليس مبرراً للاختلاف والنزاع بل هو آية من آيات الله في الكون، ومما تتابعت النصوص على تأكيده الأمر بالاجتماع والمحبة والنهي عن التفرق والاختلاف، وقال تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم”، وقال صلي الله عليه وسلم: “إن الله يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا”.
وأكد بن سعيد، أن في اجتماع الكلمة صلاح الدين والدنيا وتحقق المصالح وزوال المفاسد وبه ينصر الحق ويدحض الباطل ويغاظ الأعداء.
ولفت خطيب عرفة إلى أن هناك العديد من الآثار المؤلمة للتفرق والاختلاف في الفرد والأسرة والمجتمع، ومن هنا أقام الشرع الضمانات الكافية التي تحول دون تمزيق المجتمع بوضع سياج منيع يمنع من تزلزل أركانه، ولهذا أمر الله تعالى المسلمين عند النزاع بالرجوع للكتاب والسنة.
وتابع أن المولى تبارك وتعالى أمر بحسن الخلق وإحسان التعاون والتراحم فيما بيننا، والتخلق بخلق الصبر والتسامح والتغافر فيما بيننا من أجل وحدة الكلمة وعدم الفرقة.
وأضاف أنه تحقيقاً لمقصد جمع الكلمة جاءت الشريعة بأسس توطيد المجتمع فحثت على صلة الأرحام والإحسان إلى الجيران والأقارب والمساكين، كما أمرت الشريعة بالتعاون على الخير، ونهت عن الحديث السيئ.
وأشار بن سعيد، إلى أنه يجب أن يجتنب الحاج أي أمر يشغله عن أداء عبادته ويبتعد عن كل ما يؤثر في طمأنينته وطمأنينة إخوانه في أداء العبادة.
وخاطب الحجاج والأمة الإسلامية قائلاً: اتقوا الله وابتعدوا عن مواطن الفتن ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، واسعوا في تحقيق المصالح وابتعدوا عن النزاع والفتنة، فلأن تكون تابعاً في حق خير من أن تكون متبوعاً في باطل.
وعقب الخطبة صلى حجاج بيت الله الحرام صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في مسجد نمرة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، حيث امتلأت جنبات المسجد والساحات المحيطة به بضيوف الرحمن.
وكان مسجد نمرة استقبل منذ الساعات الأولى من الصباح ضيوف الرحمن، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والاستعدادات التي تكفل لهم تأدية نسكهم بطمأنينة وخشوع.
ويقع المسجد غرب مشعر عرفات، وجزء من غرب المسجد يقع في وادي عرنة، الذي نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الوقوف فيه، حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: “وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة”.
يذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كانت كلفت عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، بالخطبة والصلاة يوم عرفة بمسجد نمرة لهذا العام.
وكان نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان نائب رئيس لجنة الحج المركزية، قد وصل اليوم إلى عرفات، واستقبل خطيب يوم عرفة الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد.