إدارة تقييم أداء العاملين بين الأمس واليوم

 

بقلم / د.مجدي الهلباوي

لقد مرت إدارة الموارد البشرية بالكثير من التطورات المتلاحقة، منذ أن كان يطلق عليها اسم إدارة المستخدمين ثم إدارة شئون العاملين  وإدارة عمليات شئون العاملين، حتى وصلنا إلى مفهوم إدارة الموارد البشرية  وأيضا إدارة تطوير الموارد البشرية وبعض المسميات الأخرى التي تتماشي مع عمليات التطوير المستمرة في مجالات علوم إدارة الموارد البشرية

كذلك كان الحال بالنسبة لنظم تقييم أداء العاملين , حيث كان يطلق عليها نظم التقارير السرية  وللأسف ورغم التطورات الكبيرة و السريعة والمتلاحقة في علوم إدارة الموارد البشرية و منها نظم تقييم أداء العاملين  لازلت بعض المنشأت و المنظمات و الشركات تأخذ بمفهوم التقارير السرية لتقييم أداء العاملين  و هو مفهوم أصبح بعيدا كل البعد عن المنطق و الواقع  فإذا كانت نظم تقييم أداء العاملين هي أدوات للتطوير و ليست أدوات للثواب و العقاب  فكيف يتم التعامل مع نظم التقييم علي أنها نظم سرية و كيف لا يعرف العامل او الموظف نتيجة التقييم الذي حصل عليه .

إن أحد أهم إستخدامات نظم تقييم أداء العاملين هي الوصول الي نقاط القوة والضعف لدي العاملين ومناقشتهم في نقاط القوة والضعف لديهم، وكيفية العمل على الاستفادة من نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف والعمل على معالجتها وتحسينها .

لقد ظهرت أشكالا متعددة من نظم تقييم أداء العاملين، ومن الطبيعي أن كل منشأة قد تستخدم نظام تقييم الأداء الأنسب لظروفها من حيث طبيعة المنشأة وحجمها ومجال عملها ونشاطها، وكذلك عدد العاملين وعدد الوظائف والمستويات الوظيفية الموجودة بكل منشأة بالإضافة إلى أحد العوامل الهامة وهي رؤية المنشأة وما يرتبط بهذه الرؤية المستقبلية من أهداف إستراتيجية تسعي كل منشأة الي تحقيقها .

و مع التطورات المتلاحقة في كافة المجالات و أحد هذه المجالات الهامة هو مجال إدارة نظم الموارد البشرية و منها نظم تقييم أداء العاملين كان يجب التخلي عن نظم تقييم الأداء الورقية التقليدية والاتجاه إلى النظم الإلكترونية الأكثر تطورا و تقدما , حيث أن هذه النظم أصبحت أكثر فاعلية وخاصة عند استخدامها في المنظمات و الشركات التي لديها أعدادا كبيرة من العاملين و كذلك فروع متعددة سواء داخليا أو خارجيا  حيث أن هناك بعض المنظمات لديها أعداد كبيرة من العاملين يعملون لديها في فروع كثيرة منتشرة في أنحاء البلاد أو خارجها وعلي سبيل المثال فروع البنوك و الشركات المتعددة الجنسيات

مثل هذه المنظمات تحتاج الي تطبيق نظم تقييم أداء لموظفيها تكون أكثر تطورا وفاعلية، مع الأخذ في الاعتبار عاملي الوقت ودقة نتائج تقييم الأداء، ومما لا شك فيه أن نظم تقييم أداء العاملين الإلكترونية سوف تكون أكثر ملائمة لمثل هذه المنظمات والشركات التي لديها أعدادا كبيرة من العاملين و الفروع المنتشرة .

ولطالما كانت فكرة تقييم أداء العاملين تتمحور حول قيام المديرين بتقييم أداء موظفيهم، ومع التطورات في مجال الإدارة بوجه عام ومجال إدارة الموارد البشرية بوجه خاص، و تطور كجالات العمل نفسه ، إتسعت فكرة نظم و أهداف تقييم الأداء و ظهرت نظم تقييم للأداء مثل نظام 360 درجة ونظم التغذية المرتدة للمعلومات و البيانات و النتائج

حيث أصبح نظام تقييم الأداء لا ينصب فقط علي تقييم أداء العاملين  إنما دورة تقييم أداء مكتملة لأداء العاملين والأداء المؤسسي بوجه عام حيث أصبحت نظم تقييم الأداء تشمل تقييم المديرين للعاملين و تقييم العاملين للمديرين وكذلك تقييم الإدارة العليا للمديريين بالإضافة الي تقييم العملاء للأداء المؤسسي و تقييم الخدمات المقدمة سواء للعملاء والعاملين حتى أنه أصبحت هناك تقييمات تتم للمديرين و للخدمات المقدمة من بعض الجهات مثل إدارات الموارد البشرية و ذلك عن طريق إختيارعينات مختارة من بعض العاملين للقيام بعمليات التقييم تلك و ترسل نتائج التقييم مباشرة عن طريق نظم التقييم الإلكترونية إلى الجهات المسئولة عن تلقي ودراسة وتحليل تلك النتائج . ويتم مثل هذا النوع من التقييم من خلال العملاء ايضا، عند تقييم الخدمات أو المنتجات الخاصة بالمنشأة .

ومما لا شك فيه أن هناك الكثير من التطبيقات الأكثر تطورا في مجال تقييم أداء العاملين وتقييم الأداء المؤسسي، وعلى ذلك لابد أن تتجه الشركات والمنظمات الي التخلي على النظم التقليدية في تقييم أداء العاملين والاتجاه إلى نظم أكثر تطورا تواكب التطورات المتلاحقة في أسواق تنافسية شديدة المنافسة حيث أن نظم تقييم أداء العاملين وبما نتحصل عليه من نتائج هذا التقييم هي أحد أهم أدوات تطوير العاملين و التطوير المؤسسي.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

تعليق واحد

  1. محتوى قيم ومفيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.