خمس سنوات على رحيل سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة

روافد / فوزية عباس
ولدت فاتن حمامة بمدينة المنصورة بدلتا مصر  في ٢٧ مايو ١٩٣١ . كان لدى والدها إيمان كبير بتميز ابنته الصغيرة ، فعندما قرأ إعلان عن مسابقة أجمل طفل، اشترى لها فستان جديد واصطحبها إلى مصور ليأخذ لها صور أرسلها إلى لجنة المسابقة لتفوز فاتن بلقب “أجمل طفلة في مصر” وعمرها ست سنوات . وعندما أعلن رائد السينما المصرية المخرج محمد كريم عن حاجته لطفلة تؤدي دور أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في فيلم “يوم سعيد” عام 1938، أخذها أبوها لإجراء الإختبار ونجحت فيه . وعلى مدى السنوات القليلة التالية ظهرت فاتن حمامة في أفلام مثل “رصاصة في القلب” و”مليونير صغير” . انتبه يوسف وهبي لها، فرشّحها لأدوار بأعماله ذات الطابع الميلودرامي، الأمر الذي أثمر أفلاما جمعتهما معا أشاد بها النقاد والجمهور، وهو ما تزامن مع التحاقها بمعهد التمثيل في دفعته الأولى وقد بلغ رصيدها حتى الأربعينيات فقط 30 فيلما مثل : “المليونيرة الصغيرة” ، “خلود”، “اليتيمتين”، “بيومي أفندي”، “ست البيت” .

في فترة الخمسينيات دخلت السينما طور الواقعية، وهو ما برعت فاتن حمامة في تقديمه ، ووضعت فيه من روحها عبر أدوار خالدة تنتصر للطبقة المتوسطة والمهمشين ، على رأسها “صراع في الوادي” و”الأستاذة فاطمة” “عبيد المال” ، “ظلموني الناس” ، ”ابن الحلال” ، “الزهور الفاتنة” ، “ابن النيل” و “دعاء الكروان” وعرفت بثراء وغزارة أعمالها في فترة الخمسينات ، حتى أطلق عليها الجمهور لقب «سيدة الشاشة العربية» وهو الاسم الذى تفردت به فاتن حمامة منذ عام 1954، بعد نجاح فيلمها “موعد مع الحياة” للمخرج عز الدين ذو الفقار . خلال فترة الستينات أصبحت سيدة الشاشة مقلة في أعمالها فقدمت 122 فيلم فقط منها : “نهر الحب”، “لن اعترف”، “لا تطفئ الشمس” ، “الباب المفتوح”، “الحرام” و في فترة السبعينات ، تميزت أفلامها على قلتها بطابعها الإجتماعي ومناقشتها لقضايا المجتمع الراهنة مثل فيلم “الحب الكبير” ، “الخيط الرفيع”، “رمال من ذهب” ، “امبراطورية ميم”، “أغنية الموت” ، المسلسل الإذاعي “البراري والحامول” .

تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات ، في المرة الأولى عام 1947 تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار وأنجبت منه ابنتها نادية ولكن هذا الزواج لم يستمر وانتهى بالطلاق . بعد ذلك تزوجت الفنان عمر الشريف عام 1955 وقد وصفت عمر الشريف بأنه حبها الأول والأخير ، وقد انجبت منه ابنها طارق ، لكن زواجها من الفنان عمر الشريف لم يستمر وانتهى بالطلاق ، وفي المرة الثالثة والأخيرة تزوجت فاتن حمامة من الدكتور الشهير محمد عبد الوهاب والتي عاشت معه حياة هادئة حتى وافتها المنية .
أما علاقاتها بالسياسة فكشفت فى تصريحات لها أنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبدالناصر بأنها “ثروة قومية”. ومنحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبدالناصر .
حصلت الفنانة فاتن حمامة على العديد من الجوائز والأوسمة والتي من بينها وسام الأرز من لبنان، شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وسام الكفاءة الفكرية من المغرب، شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت، وسام المرأة العربية والتي حصلت عليه من رفيق الحريري، وغيرهم الكثير من الجوائز والأوسمة كنوع من التكريم لها ولأعمالها .

 

توفيت فاتن حمامة يوم 17 يناير عام 2015 على إثر سكتة قلبية في منزلها في التجمع الخامس في القاهرة وودعها جمهورها بجنازة شعبية حاشدة هذا وبعد أن علم الفنان عمر الشريف بوفاتها قال : “رحيل فاتن قضى علي واعتبر نفسي في المرحلة الأخيرة من عمري” ، قال هذا قبل أن يستسلم للزهايمر وينسى كل شيء ، مجده وأفلامه وابنه طارق وكل تفاصيل حياته ، وحدها فاتن حمامة هزمت النسيان وظل يذكرها رحمه الله ويسأل الأطباء إن كانت جاءت لزيارته! ..رحم الله الفنانة الجميلة فاتن حمامة .

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

“مجموعات قصصية” .. أمسية ثقافية بشريك هيئة الأدب والترجمة بتبوك

روافد  ـ متابعات نظّم الشريك الأدبي لهيئة الأدب والنشر والترجمة بمنطقة تبوك أمس، أمسية ثقافية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.