فهد السميح/ متابعات _
عَليكَ بالتِّكرَار ثُمَّ التِّكرَار ثُمَّ التِّكرَار : نَحنُ نُكرِّرُ عَشرَ مَرَّات ونَقُول الحَمدُ للّٰه ثَبَّـتْنَا !
عِندَ الشَّنَـاقِطَة قَاعِدةٌ تقُول: [ إذَا حَفظْتَ فَخَمِّس ].
فَمَا معنى خَمِّـس؟! قَالَ بَعضُ الشَّناقِطَة [ أهْلُ شَنقِيط – مُوريتَانيا – وهُم مَشهُورُون بقُوَّة الحِفظِ .. ]
أيْ كَرِر ٥٠٠٠ مرَّة..! وقِيلَ ٥٠٠ مرَّة..! وقِيلَ خَمسُونَ مرَّة…
وهي أقَل رقمٍ لدَيهِم. والمُعلِّمُ عِندهُم لا يُصبِح مُعلِّمًا إلَّا إذَا عرَضَ القُرءَان وسَرَدَه على شَيخِه خَمسِين مرَّة !
والمُقرِئُ لا يُصبِحُ مُقرئًا حتَّى يَعرضَ القُرْآن علَى شَيخِه ٣٠٠ مرَّةً !!
وهٰذهِ بالنِّسبَة لنَا أرقَامٌ فَلكِيَّة .. فَمنْ راجَع خَتمتَهُ خَمسِين مَرَّة بعدَما ختَمهَا ؟!
– إذَا كُنْتَ تقُول لا أجِد وقتًا لِلتكرَار.. فاِعلَم أنَّك لمْ تَعْرِف طَريقَ الإتقَان بعدُ .. وأنَّ مِشْوارَك يَطُول !
إنَّ الحِفظ يَحتَاجُ أنْ يَنتَقلَ مِن الذَّاكِرة المُؤقَتَة التِي في بدَايَة الدِّمَاغ إلَى الذَّاكرَة الدَّائمَة التِي في مؤَخرَة الدِّمَاغ..
– ولَا يَنتقِل إلَيْها إلَّا بالتِّكرَار. لا يَنتَقِلُ الحِفظُ إلى الذَّاكرَة الوُسطَىٰ إلَّا بعْدَ ٢٠ – ٣٠ مرَّة مِن التِّكرَار.
وحَتَّىٰ يَصِل لِلذَاكِرة الدَّائمَة يَحتَاجُ أنْ يَكُونَ أكثَـرَ مِن خَمسِينَ مَرَّةً .
نريدُ حِفظًا لا يُزلزِلهُ شَيءٌ ! نريد حِفظًا يَحضر صَاحِبه حتَّى فِي سَكَراتِ المَوت ! ومَنْ مِنا لا يُحِبُّ أنْ تَفيضَ روحُه وهُو يَقرأُ القُرْءَان !!
وَفقَكُم الله لحفظِهِ وتَثبيتِهِ والعَمل بمَا جَاءَ بهِ وإيَّانا..