عمرو العامري
في اعتقادي أن ما تقوم به الجهات المعنية تجاه منع إقامة السدود الترابية( العقوم) هو إعلان شهادة وفاة لمنطقة جازان كمنطقة زراعية كانت تسمى سابقا سلة غذاء المملكة.
منطقة جازان وتهامة عموما ليست مناطق مطرية والمطر فيها شحيح إلا في مواسم محدودة، والزراعة ووفرة المياه تقوم فيها على السيول المنقولة من جبال السروات الشرقية ، وحيث يتم اعتراضها بسدود ترابية على امتداد الأودية يمينا ويسارا بنظام ري منذ آلاف السنين، ويتم هدم السد الترابي ( العقم) تباعا بعد أن ترتوي المساحات التابعة له( البلاد أو المعمال) ليرتوي الذي يليه وهكذا حتى ترتوي كل الأراضي التي تقوم عليها الزراعة الموسمية، وتتغذى طبقة المياه الجوفية السطحية والتي تقوم عليها الآبار الارتوازية.
نظام ري منذ ألاف السنين ودون أن تتأذى القرى والمساكن ألا في حالات نادرة ككل فيضان يحدث في كل الدنيا ، وهي أضرار لا توازي أبدا ما يحدث الآن من جفاف وتدمير للبيئة وشح للمياه.
ومن الظلم الفادح أن يدفع الفلاح وقبل ذلك البيئة الخلل الذي تتسبب فيه جهات أخرى كأن لا تنفذ الطرق بالشكل الصحيح ولا تراعى ( طبوغرافية) الأرض ولا يؤخذ اراء أصحاب الخبرة عند التنفيذ ولا تقام منافذ تصريف كافية وصحيحة ( عبارات) لتصريف السيول وان يسمح بالعمران في الأماكن التي تصلها السيول.
ومن يصدق أنه وفي هذا الجفاف والصيف القاسي تذهب الميه العذبة هدرا الى البحر ، فقط لأن تعليمات صدرت بعدم إقامة السدود الترابية( العقوم).
ثم وإن السعودية الخضراء الشعار الذي أطلقه سمو ولي العهد يستلزم الاستفادة من كل قطرة ماء، والأشجار لن تنبت هكذا في الجفاف.
وليت الجهات المسؤولة( المحافظات، المجالس المحلية، وزارة البيئة والزراعة والمياه) ، الدفاع المدني، وزارة المواصلات) وقبل ذلك مقام امارة منطقة جازان، ليت كل هذه الجهات تعيد النظر في منع إقامة العقوم بالمطلق والعمل على حلها بطريقة علمية و مسؤولة تراعي البيئة والزراعة والمياه وقبل ذلك الانسان.
والأرض تتصحر ، والأشجار تموت والمياه التي كانت على عمق خمسة أمتار أصبحت على عمق خمسين مترا والسيول تذهب لتصب في البحر.
وفي جازان المفارقة العجيبة؛ نحلي البحر لنشرب منه فين حين تذهب السيول إلى البحر!