روافد / فوزية عباس
واصلت لجان الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية أحد الأذرع الشرعية لمشيخة الأزهر الشريف سلسلة فتاوى فقه النوازل، في ظل تصاعد الموجة الثانية لفيروس كورونا وتزايد أعداد المصابين، حيث أعادت مشيخة الأزهر نشر فتوى صادرة عن لجان الفتوى بمجمع البحوث، وذلك عبر موقعها الرسمي حول كيف تكون صلة الرحم في زمن وباء الكورونا الذي يحتم التباعد الجسدي؟
وقالت لجان الفتوى بالمجمع أن الفقهاء أجمعوا على إيقاف صلاة الجمعة التي هي فرض عين والجماعات التي هي سنة مؤكة؛ لما يترتب على ذلك من العدوى والإصابة، لذلك من باب أولى ينهى الشرع عن كل ما فيه ضرر من العدوى المؤكدة والإصابة المحققة المؤدية للهلاك وإلقاء النفس في التهلكة.
وحول كيفية التواصل وصلة الأرحام، قال المجمع: «لا تكون صلة الرحم بالتزاور، واللقاءات عن قرب بالتقارب الجسدي ويتحتم التباعد الجسدي كمطلب شرعي، ولنا في غيره مندوحة بما أفاء الله علينا من التقدم التكنلوجي من وسائل التواصل الاجتماعي من هواتف نقالة وإنترنت وغيرها والتي أضحى العالم في ظلها كأنه قرية صغيرة ونستند فيما ذهبنا إليه إلى القواعد الفقهية والتي تنص على أن «الميسور لا يسقط بالمعسور»، و«وما لا يدرك كله لا يترك كله»، كذلك قوله تعالى «يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».
وأوضحت لجان الفتوى أن الضابط العام هو أنه عليك إيصال ما أمكن من الخير إليهم، ودفع ما يمكن دفعه من الشر عنهم بحسب الوسع والطاقـة، لكن التقارب بالزيارات، ونحوها والتي يعبر فيها عن المشاعر الجياشة بالحب والمودة عن طريق المصافحة بالأيدي والمعانقة، يغلب الظن فيها أنه سوف يترتب عليها الكثير والكثير من الأضرار من الإصابة بالعدوى بهذا الوباء الفتاك
وقالت لجان الفتوى أن صلة الأرحام مأمور بها شرعا في الكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة، حيث قال الله تعالى «واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام»، فالآية تدعو لأن نتقي الله في الأراحم، فنصلها ولا نقطعها، وغير ذلك من الآيات الكثير.
كذلك هناك الحديث القدسي الذي يدعو لصلة الأراحم، حيث قال الله تعالى في الحديث القدسي «أنا الرحمن وأنت الرحم أقطع من قطعك وأصل من وصلك»، كذلك قال الإمام الحسن البصري «إذا أظهر الناس العلم, وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن، وتباغضوا بالقلوب، وتقاطعوا بالأرحام لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم».