جدة – ماهر عبدالوهاب
واستهل خطبته قائلاً: من أعظم ما يسمو إليه العبد، ويَسعى سَعيَه لنَيله حبُّ الله تعالى له؛ لأنه حُبُّ الخالقِ الملكِ العظيمِ لعبده، ومَن بيده نفُعُه وضَرُّه، وإحياؤُه وإماتتُه، وإغناؤُه وإقناؤُه، وإنَّ لبلوغ تلك المرتبةِ الكبرى طُرُقًا وأسبابا، فأولُها وأولاها: الإيمانُ به سبحانه؛ فكلما كان العبدُ أقوى إيمانًا ازداد حُبُّ اللهِ تعالى له وتحقيقُ الإيمانِ يكون بالقلب واللسان والجوارح، فتحقيقُهُ بالقلبِ يكون بتصديقِه بالله تعالى، وما يجبُ له وإقرارِه وإذعانِه، وتحقيقُه باللسانِ يكون بالنطقِ بكلمةِ التوحيد، وتحقيقُه بالجوارحِ يكون بالعمل الصالح.
وأضاف فضيلته: من أسباب محبة الله لعبده: التقرُّبُ له سبحانه بالطاعات، من فرائضَ وواجباتٍ ومُستحبات، قال اللهُ تعالى في الحديث القُدسي: (وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه)، ورأسُ الطاعات الصلاة، الفريضةُ المعظَّمة، والعبادةُ المقدَّمة، قُرةُ عيونِ المؤمنين، وأُنسُ نفوسِ المتقين، ومُستراحُ أرواحِ العابدين، عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: (الصلاةُ على وقتها) فيا فوزَ مَن أدَّاها وأقامها، ويا خَسارَ مَن قصَّر فيها وضيَّعها.
وأضاف: إذا أحَبَّ اللهُ عبدَه نَشَر له القبول، وأحَلَّه في قلوب أهلِ الأرضِ والسماءِ محبةً ووُدا، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إذا أحَبَّ اللهُ عبدًا نادى جبريل: إن الله يُحب فلانًا فأَحِبَّه، فيحبُّه جبريل، فيُنادي جبريلُ في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماء، ثم يوضعُ له القبولُ في أهل الأرض) ألا ما أحرانا أن نَتَلمَّس أسبابَ محبةِ اللهِ لنا؛ لننالَ الشرفَ الأسمى، ونكونَ من أوليائه سبحانه