الشيخ بندر بليله في خطبة الجمعة من المسجد الحرام :إذا أحَبَّ اللهُ عبدَه نَشَر له القبول

جدة – ماهر عبدالوهاب

واستهل خطبته قائلاً: من أعظم ما يسمو إليه العبد، ويَسعى سَعيَه لنَيله حبُّ الله تعالى له؛ لأنه حُبُّ الخالقِ الملكِ العظيمِ لعبده، ومَن بيده نفُعُه وضَرُّه، وإحياؤُه وإماتتُه، وإغناؤُه وإقناؤُه، وإنَّ لبلوغ تلك المرتبةِ الكبرى طُرُقًا وأسبابا، فأولُها وأولاها: الإيمانُ به سبحانه؛ فكلما كان العبدُ أقوى إيمانًا ازداد حُبُّ اللهِ تعالى له وتحقيقُ الإيمانِ يكون بالقلب واللسان والجوارح، فتحقيقُهُ بالقلبِ يكون بتصديقِه بالله تعالى، وما يجبُ له وإقرارِه وإذعانِه، وتحقيقُه باللسانِ يكون بالنطقِ بكلمةِ التوحيد، وتحقيقُه بالجوارحِ يكون بالعمل الصالح.
وأضاف فضيلته: من أسباب محبة الله لعبده: التقرُّبُ له سبحانه بالطاعات، من فرائضَ وواجباتٍ ومُستحبات، قال اللهُ تعالى في الحديث القُدسي: (وما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإنْ سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه)، ورأسُ الطاعات الصلاة، الفريضةُ المعظَّمة، والعبادةُ المقدَّمة، قُرةُ عيونِ المؤمنين، وأُنسُ نفوسِ المتقين، ومُستراحُ أرواحِ العابدين، عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العملِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: (الصلاةُ على وقتها) فيا فوزَ مَن أدَّاها وأقامها، ويا خَسارَ مَن قصَّر فيها وضيَّعها.
وأضاف: إذا أحَبَّ اللهُ عبدَه نَشَر له القبول، وأحَلَّه في قلوب أهلِ الأرضِ والسماءِ محبةً ووُدا، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إذا أحَبَّ اللهُ عبدًا نادى جبريل: إن الله يُحب فلانًا فأَحِبَّه، فيحبُّه جبريل، فيُنادي جبريلُ في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فلانًا فأحِبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماء، ثم يوضعُ له القبولُ في أهل الأرض) ألا ما أحرانا أن نَتَلمَّس أسبابَ محبةِ اللهِ لنا؛ لننالَ الشرفَ الأسمى، ونكونَ من أوليائه سبحانه

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الشبل يوضح حكم تزين وتصبغ المخطوبة أثناء النظرة الشرعية .. فيديو

أوضح الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.