جدة / عبد الله الينبعاوي
أصدر النادي الأدبي الثقافي في جدة كتاب (سيميائية البنية السردية في روايات أميمة الخميس) للباحثة الدكتورة مشاعل بنت عبود الشريف.
وبينت الدكتورة مشاعل في مقدمة الكتاب بأن الرواية تُعد أحد أهم الفنون الأدبية حيث إنها تعبر عن المجتمع وتُظهر ملامحه، وتُحاول عرض مشكلاته وهمومه. وقد شهدت الرواية السعودية تطورًا كبيرًا منذ بدايتها وحتى الآن، مما أسهم في انتشارها انتشارًا واسعًا مكّنها من التربع على عرش الأجناس الأدبية في المملكة العربية السعودية.
وتأتي الرواية النسائية في طليعة المنتج الإبداعي في الخطاب الأدبي السعودي وقد مرت بعدة مراحلَ، بدءًا بمرحلة التأسيس (1959م – 1979م)، بعد ذلك مرحلةُ النضجِ الفني (1980م – 1999م)، وقد خاضت روايات هذه المرحلة في العديد من القضايا والأفكار، وتميزت بسماتٍ وملامحَ مختلفةٍ في الكتابة الروائية، تُصادفنا بعد ذلك مرحلة الثورة النسائية (2000م – حتى الآن)
وقد ناقشت روايات تلك المرحلة العديد من القضايا التي تُعد حساسة في المجتمع السعودي آنذاك، فظهرت رواية (ملامح) لـ زينب حفني عام 2006م، والتي عرضت لقضايا جنسية جريئة، ورواية (هند والعسكر) في العام ذاته، لبدرية البشر، والتي ناقشت قضية الإرهاب. وغيرُها من روايات تلك المرحلة. ويُعد عامُ 2006م هو عامُ الإنتاجية العالية للرواية النسائية السعودية، فقد صدرت في ذلك العام قرابةُ أربعين روايةً، عشرون منها كُتبت بأنامل نسائيةٍ.
وقالت الدكتورة مشاعل شكلت روايات أميمة الخميس معينًا ثرًا وغزيرًا لهذا العمل، كما ويمكن أن تكون منبعًا لكثير من الدراسات اللاحقة؛ إذ نجد بها الكثير من الأبواب التي تنتظر أن تُطرق، كدراسة الموروث الشعبي في روايات أميمة الخميس، فقد ظهرت الموروثات الشعبية-من أفعالٍ وأقوالٍ وعاداتٍ – بشكلٍ جلي في رواياتها، كما يمكن دراسة روايات الخميس بأكثر من منهج نقدي، كالأسلوبية، والشعرية، وغيرها من المناهج النقدية الحديثة‘ وبإمعان النظر في روايات الخميس – خاصة – رواياتها الثلاث الأول، سيظهر فيها ما يعبر عن ملامح الحركة النسوية العالمية، فنجد التمرد، الإرادة، تقبيح صورة الرجل، الثورة على العادات والتقاليد، وحضور الهوية الأنثوية الذي تمثل في عتبات الروايات الأُول -كالعنوان، وصور الغلاف، مرورًا بالشخصيات والنسق اللغوي الأنثوي وغيرها من ملامح الحركة النسوية.
وظهر الفضاء المكاني والزماني في روايات أميمة الخميس بشكلٍ مُلفتٍ؛ إذ كان للمكان والزمان، حضور واضح. كذلك ظاهرة التناص كان لها حضورها في روايات أميمة الخميس فهي جديرة بالدراسة والبحث. ولا يخفى على قارئ روايات الخميس الحضور القوي لظاهرة الخرافة –خاصة-في كل من رواية: البحريات، زيارة سجى، والوارفة، فقد ظهرت جلية بشكلٍ يستدعي الدراسة والبحث.
وقالت مشاعل بأن سيميائية البنية السردية في روايات أميمة الخميس توجه هذه الدراسة يكمن في أنها تقف على النتاج روائي للأستاذة أميمة الخميس، وتتجلى هذه الأهمية من خلال الحاجة إلى مثل هذه الأطروحات الأكاديمية، التي تتناول النتاج الأدبي النسائي السعودي بالقراءة والنقد والتحليل بعامة، وإلى قلة الدراسات التي أُنجزت حول نتاج الكاتبة أميمة الخميس بخاصة. كما ترجع أهمية هذه الدراسة إلى التعرف على البنية السردية في الرواية النسائية السعودية ومعرفة أهم تقنيات السرد فيها.
وبينت الدكتورة مشاعل الدراسة استعانت بعددٍ من المراجع العربية والمترجمة والرسائل العلمية والدوريات المتخصصة ذات الصلة بموضوعها، التي انتهجت السيميائية كأداة لتحليل النصوص الأدبية، وقد تم توثيق هذه الدراسات في قائمة مراجع هذه الدراسة.
وتضمنت الدراسةُ مُقدمة، وستة فُصولٍ، اشتملت علي قضايا البنية السردية من منظور تحليل سيميائي، كُل فصلٍ ارتبط بقضايا ما حسب التطور المنهجي الذي اقتضته الدراسة، وذُيلت الدراسة بموجز قرائي على سبيل الخاتمةٍ ، وأخيرا قائمة المصادر والمراجع.
وقامت الدراسة على المنهج السيميائي؛ للوصول إلى الدلالات الكامنة خلف البناء السردي للروايات -إذ تختلف دلالات العلامة من ثقافة إلى أخرى-وللبحث عن البنى العميقة داخل النصوص الروائية.
وانتهت الدراسة بإيجاز العرض وبعض النتائج هي على سبيل الخاتمة ، ثم قائمة بالمصادر والمراجع.