بقلم: الدانة بن جميعة
للغة العربية شأن كبير في حضاراتنا السابقة بما لها من خصائص العراقة من ناحية تكوينها، وسلامة أصولها، وغزارة مفرداتها، وانفتاحها على التطور بشكل مستمر ، وهذه خصائص جعلتها تتشرف بنزول القرآن الكريم وجعل اللغة العربية هي لغة القران ، وهذا شرفٌ عظيم نفتخر ُبِه، وتكمن أهمية اللغة العربية في التربية و التعليم ، الإعلام ،الصحة، التشريع و القضاء … والكثير من المجالات ،فبها تُبنى أجيال وتتأسس أُمم ،وهي وسيلة إيصال واتصال ولا سيما أن اللغة الأم هي هوية المرء، و هوية الأمة التي ينتسب إليها، وهي أساس عملية الاتصال بين الأفراد و الجماعات.
و مع كامل أسفي أقول أن في عصرنا الحالي أصبحت اللغة العربية ومصطلحاتها و مفرداتها تستبدل بلغات غربية! وأكثر اللغات التي استعمرت ألسنتنا هي اللغة الإنجليزية والتفريط باللغة الأم صار أمرًا سهلًا ، وصارت الأم تخاطب أطفالها باللغة الغربية مخاطبة رسمية ، وتعزز فيهم لغة الغرب ظنًا بأن هذا سينفعهم لاحقًا! بينما إذا أتينا للغة العربية نجد مستواها ركيك ولا يستطيعون تركيب جملتان على بعضها ونطقها، والأصدقاء يتخاطبون ببعض المصطلحات الغربية وأكثر كلمة تم استخدامها في الرسائل والكلام كلمة “أوكي” أرى إنهُ بات رسميًا عندهم وموضعًا للتفاخر استهلاك الجمل الإنجليزية وكتابتها معرّبةً، وعندما نأتي للجانب الكتابي الكثير من الخطوط لا تُفهم وفوق ذلك الأخطاء الإملائية والنحوية تملأ الصفحة من أولها إلى آخرها !، أما بالنسبة لي الخطأ الإملائي موضعًا حرجًا و مشكلة كبيرة لأن صاحبها تعود على كتابتها هكذا ، فإذا رأيت خطأً أصحح لصاحبة لكي يفقه ولا يقع مرةً أخرى ، ومع ذلك لا يلقون بالًا، يجب أن نوّعي المجتمع بهذه المشكلة.
و أنا لا أقول أنه يجب على المرء أن يتقوقع على لغته ولا ينفتح على لغات أخرى ويتعلمها ويكتسب ثقافتها ، واللغة الإنجليزية أصبحت مطلبًا في الوظائف والشركات ، ولكن يجب على الفرد أن يفرق بين لغته وبين اللغة المكتسبة لا إفراط ولا تفريط ، ولا يتعلم لغة إلا إذا كان متقنًا للغة العربية لفظيًا وكتابيًا ، فلغتنا بها ننتمي.