بقلم : فُنون المبارك
رُبما من المُعتاد أن تجد حالك عالقًا في سلسلة من أحاديث نفسُك المتشعبة اللامُتناهية التي وكأن لها دهليز ضيق لا ضوء له يهوي بك إلى مالا تعلم وكُل هذا يصبح طالما لم تكُن حازما في ايقافها!.
تخيّل أن موقف عابر بسيط يفتح لك ذكرى تعقبها ذكرى لا سيّما الذكريات السيئة (حدّث ولا حرج )ألا يتسائل المرءُ أحيانًا لماذا الذكرى السيئة وقعُها على القلبُ أقوى! لماذا لا تقوم الذكرى المفرحة بنفس الوظيفة ! لِما لا نعادل المسألة .. لِما لا تُعطِ كُل فعل ردة فِعل مُناسبة .. دون مُبالغة ونُسيان أنكَ مُنعم في أمور أُخرى .. أنا حقا لا زِلتُ أذكُر قصة الحكيم التي يمكنك أن تقيسها على الذكريات أيضًا كان يأتي إليه الناس من كلّ مكان لاستشارته. لكنهم كانوا في كلّ مرّة يحدّثونه عن نفس المآسي والمصاعب التي حدثت معهم ، حتى سئم منهم. وفي إحدى المرّات ، جمعهم الرجل الحكيم وقصّ عليهم نكتة طريفة، فانفجر الجميع ضاحكين. بعد عِدة دقائق، قصّ عليهم النكتة ذاتها مرّة أخرى، فابتسم عدد قليل منهم. ثمّ ما لبث أن قصّ الطرفة مرّة ثالثة، فلم يضحك أحد. عندها ابتسم الحكيم وقال: – “لا يمكنكم أن تضحكوا على النكتة نفسها أكثر من مرّة، فلماذا تستمرون بالتذمر والبكا.