بقلم: أمجاد سالم بابكر
متى يصحو الضمير ويعود للإعلام مكانته ومستواه ؟ نرى في هذه الأيام أشكالًا عديدة من المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي الظاهرين بمسمى إعلامي او صحفي ، ولكن أفعالهم وتصرفاتهم لا تمس للإعلامي النزيه بأي صلة بل تؤدي الى إعطاء صورة مسيئة للإعلام.
وكثيرًا من يتحدثون عن الإعلام، وكأنه شريك لهم ، وإذا ثبت ذلك، تحول الإعلام إلى جهة مجهولة ليس لها قيمة، لأن الإعلام سلطة مُستقلة أطلق عليها الإنجليز مصطلح السُلطة الرابعة، وهذا الإعلامَ لا يترسخ في قاعِ مجتمعٍ ما إلا إذا وجدت عوامل وغايات مُساعِدةً له، تُعينُه على نشر وتثبيت أكاذيبه، وعادةً ما تكونُ تلك الغايات مُلوثةً ليس فيها من المصداقية شيءٌ، ولكنّها تحرّكت بدافعِ السُلطة على عقولٍ فردية أو جمعية، فتقودُ بذلك شعوبًا لتجعلها تحتَ هيمنتها فتطحنها بالعبودية، وتدهسها بأنيابِ الظلم.
وبسبب هذه العوامل أصبحنا نرى كمًا هائلًا من الأخبار المزيفة والتقارير المشوهة والمقاطع المفبركة البعيدة كل البعد عن الحقائق والوقائع، وللجاهل أنْ يقرأ من تلك السطور فيصدقها، فإنّه لن يستطيعَ مع ذلك الجهل أنْ يميّزَ بين الحقيقي والزائف، إذ العلمُ هو وحدَه القادرُ على انتشاله من قعر الجهل إلى قمة الوضوح، لذا نجدُ أنّ الكثيرَ من المخادعين وجدوا في تلك العقول التي استحوذَ عليها الجهلُ هدف في أنْ يكونوا إمّعةً لهم في سكبِ كُلِّ ما يرغبون به من أكاذيب تحقيقًا لأهدافِهم المسمومة.
والإعلام مسؤولية عظيمة علينا، لمساهمته في صناعة الرأي العام للمجتمع والتلاعب به والتحايل عليه يعني التلاعب بالنظام الأخلاقي والفكري والثقافي للمجتمع، ويؤدي الإعلام دورًا عظيمًا في تحقيق الأهداف وصنع الأحداث، عن طريق أساليب الخداع الناعم الذي يجب أن ننتبه إليها وننهيها، حمايةً للبشرية من غسل الأدمغة والتضليل ونشر الفساد، وهنا يأتي دور الإعلامي النزيه في محاربة هذه النوعيات الخادعة وإسقاطها .