الجوف ـ واس
يشهد شهر رمضان المبارك أجواءً روحانيةً تعمل على جميع أفراد المجتمع الكبير والصغير, ويتسابق المجتمع على فعل الخير بأشكال وألوان مختلفة, كما يقبلون على الطاعات من صيام وصلاة وصدقة, وللأطفال نصيب من هذه الأجواء الروحانية إذ يريدون الإسهام بكل عمل خيري بشهر رمضان المبارك, ومن العادات الإيجابية في مجتمع أهالي منطقة الجوف تبادل أطباق الطعام بين الجيران في شهر رمضان المبارك ويسمونها “غريفة” ويشارك الأطفال بإيصال هذه الأطباق كسفراء للمعروف بين أهالي الحي.
والغريفة عادة نشأت من السنة النبوية حيث روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: ” إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيتٍ من جيرانك فأصبهم منها بمعروف”, والغريفة هي عبارة عن طبق يحوي أصنافاً مختلفة من الطعام أو الحلوى، إذ يوزعها الأطفال قبل موعد الإفطار بدقائق معدودة على بيوت الجيران، مقدمين فيها ما لذ وطاب من صنع “البيت”، بينما لا يعودون خاليي الوفاض، إذ يحملهم الجيران في طريق عودتهم لأسرهم أطباقاً أخرى، تظل طوال الشهر في رحلة ذهاب وإياب لا تنقطع.
تقول أم عبدالرحمن إن عادة “الغريفة” عادة قديمة بين أهالي الأحياء والأقارب تنمي التقارب والتآخي والود والمحبة, خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يحظى بأجواء روحانية مليئة بالود والخير, وتشير إلى أن الأهالي يتبادلون الأطباق بالأواني بينهم فعندما ترسل إناءً لجارتها ستعود به بعد أيام بطبق مختلف, ويظل هذا التبادل بين الجيران حتى نهاية الشهر, مبينة أن “الغريفة” تكون من صنع البيت.
بدورها تضيف أم محمد أن غريفة رمضان غالباً ما تكون من الأكلات الشعبية من الجريش وورق العنب وشربة اللحم أو من الحلويات المختلفة, مشيرة إلى أنها بشكل يومي ترسل مع بناتها غريفة لأحد جيرانها بالحي.