بلقيس الشميري
أقلامُنا مِثلُ السّيوفِ قَوَاطِعٌ
في ذَلكَ البَحرِ المُحيطِ الجاري
إنْ كُنتَ لَم تَهنأ بِعَيْشِكَ هاهُنا
فاْنقل فؤادكَ موطِنَ الأسفارِ
فَهُناكَ حَيثُ الرُّوحُ تَعرِفُ كَنْهَها
تَسمو على النَّجماتِ والأقمارِ
وهُناكَ صَلَّى اللهُ في مَلَكوتِهِ
فَسَمَت جِباهٌ أوانسٍ و ضواري
يا آيَةَ التَّسبيحِ طُوفي بالمَدى
حجي ببابِ المصطفى المختارِ
ولْتُشرقي شَمسَ الولايَةِ إنَّنا
بَعـضٌ مِـنِ الآلاءِ والزُّوارِ
في غَيْهَبٍ نَسِيَ الأنامُ مواضِعاً
لِلسَّـالِكـينَ مَعارجَ الأنـوارِ
يـا ريحَ طَـهَ للأنـامِ أنامِـلٌ
تُذكي الأُلى في غَفوةِ السُمَّارِ
تِلكَ الأقاليمُ التي نادَمتُها
عاثَت بِكَوكَبِ لَهفَتي ومَداري
وغَدا الغَريبُ مُواطِناً في أضلُعي
يَبتَزُّ من صمتِ الحروفِ جِهاري
ويَصيحُ من جرحِ الزمانِ بِلَوعَةٍ
فيَذوبُ ذَنبُ الفارسِ المُغوارِ
خَيطٌ من النِّسيانِ أَجَّجَ خافقي
في رَوضَةِ الشعراءِ والأشعارِ
كَلٌّ ومُبتَدأُ الوجودِ حِكايَةٌ
لا تَرتَضي كَلًّا مع الأسفـارِ
فَتِجارَةُ القَلبِ الجريحِ منارةٌ
تِلْكَ التِّجارَةُ صُغتُها لِلسَّـاري
فأذَنْ لِقلبي بالرَّحيلِ ولا تَغِبْ
كم غابَ في جوفِ الزمانِ نَهاري
نَعشٌ على كَتِفِ الزمانِ أُفُولُهُ
بَيْتٌ مِـنَ القُــرآنِ للأطهــار