إعداد / د. وسيلة محمود الحلبي
وحين انتصر المسلمون على أنفسهم بالصوم نصرهم الله على عدوهم في مواطن كثيرة حتى استحق شهر رمضان أن يوصف بأنه شهر الانتصارات التي تغنى بها الشعراء، يقول الشاعر الكويتي فاضل خلف في الشهر المبارك شهر الانتصارات:
بشير الفتح والنصر المصفى
أهلّ فزادنا حبا وزلفى
هو الشهر المبارك فيه عزت
ديار العرب والإسلام صفا
وعظمته الجدود فكان مجداً
وكان المجد قرآناً وسيفا
فمنذ النصر في ساحات بدر
ودين الله فاح شذا وعرفا
فعطر في المسيرة كل أرض
وأهدى من غنائمه وأوفى
فيا شهر الصيام أفض علينا
ينابيع الهدى مدداً وعطفا
وأما عن حال كثير من المسلمين الآن في شهر رمضان فهي حال مؤسفة يعبر عنها خالد البيطار في حالة من التعجب حين يسأل (أين رمضان) فيقول:
قالوا: أتى رمضان ثم مضى
وتكاد تأتي ليلةُ النَّحْر
فعجبتُ من أمري وأمرِهمُ
رمضانُ يأتي دون أن أدري؟!
أنا لم أغِبْ يوماً عن الدنيا
وكذا – يقيناً- لم يَغِبْ فِكْري
عجباً! فكيف أتى؟ وكيف مضى؟
أم كيف مرَّتْ فرحةُ الفطر؟!
أينَ المساجد وهي ضاحكة
مغمورة بالخير والبِشْرِ؟
وكأنها مِنْ حسن ما لبست
تختال في تاجٍ من الدُّرِّ
أين المآذنُ في تلألئها
بالنور والتكبير إذْ يَسْري؟
أينَ الت راويحُ التي أهوى
وأشدُّ في ركعاتها أزْري؟
والاعتكافُ وكم له أهفو
متجرداً لله في العشر؟
وسألتُ نفسي بعدما ذهبوا
أتريْن تفسيراً لما يَجري؟!
أيَمُرُّ هذا كلُّه وأنا
لاهٍ فما شأني وما أمري؟!
وفهمتُ منها أنها لمحتْ
طيفاً سريعَ الخطو في السير
جاز الديارَ وما أقامَ بها
إلا كخفقة ذلكَ الطير
لَمَحَ الشياطينَ التي ظهرتْ
في كل أرضِ دونما سِتر
ورأى الفسادَ وأهلَه اجتمعوا
في البر أبصرهم وفي البحر
فأبى الإقامة ها هنا ومضى
يشكو كما تشكو من الضّر