بقلم/ أ. سمها بنت سعيد الغامدي
رئيس مجلس إدارة جمعية كيان للأيتام
يعد اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية من أهم الأيام التي ينبغي أن نهتم بها كمنتمين لهذه المهنة الإنسانية العظيمة ، لكونه يعبر عن تقدير العمل الإنساني في أي مكان بالعالم ، مع عدم الأخذ بأي فروقات سواء كانت في الدين أو العرق أو اللون وغيرها ، ويطلق عليها “الخدمة الاجتماعية” لأنها تساهم في رعاية العمل الاجتماعي والإنساني وتقدم الخدمات لكل الفئات المحرومة والضعيفة في المجتمع.
ويعد هذا اليوم تكريما لكل عمل جاد يقوم به الأخصائيين الاجتماعيين إنسانيا واجتماعيا لتحقيق العدالة المجتمعية وتعزيز ممارسة العمل الاجتماعي.
حيث كانت البداية من خلال اقتراح الاتحاد الدولي للاحتفال بالأخصائيين في عام 1983م حيث اتفقوا أن يكون هناك شعارا جديدا في كل سنة يتم الاحتفال به ، و تم الاتفاق رسميا أن يتم في ثالث يوم ثلاثاء من شهر مارس كل عام والذي يصادف 15 مارس هذا العام 2023م ،ونحتفل هذا العام بيوم الخدمة الاجتماعية تحت شعار “احترام التنوع من خلال العمل الاجتماعي المشترك”، وهذا الشعار قرره الاتحاد الدولي للأخصائي الاجتماعي في كافة دول العالم ، ويحمل في طياته الكثير من الأمور منها: المشاركة في عمل وبناء عالم اجتماعي جديد، وتسليط الضوء نحو أهمية العمل الاجتماعي، والتركيز على إنجازات العمل الاجتماعي في المستوى المحلي والدولي ، والاعتراف بكافة الجهود المبذولة من الأفراد العاملين في هذا المجال المهم . وزيادة الوعي بالنسبة للأخصائي الاجتماعي في حياة الأسر والمجتمعات .
ولو نظرنا إلى الهدف الأساس للاحتفال بيوم الخدمة الاجتماعية نجد أنه يتمثل في “ترسيخ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والحفاظ عليها للأجيال القادمة ” كما أن هذا الشعار يتفق مع اسم القمة العالمية الخاصة بالشعوب، ويهدف أيضا إلى تعزيز المشاركة المجتمعية العالمية وبالتالي يضم مجموعات كبرى لتحقيق هذه الرؤية والمبادئ ، ومن خلاله يمكن وضع خطة عمل بقيام سياسات عالمية جديدة. وإلى الحاجة إلى كثير من التخطيط والعمل والتطوير لهذا القطاع الهام في خدمة المجتمع،
ومن أهم أهداف هذا اليوم أن يكون هناك تنبيه للأخصائيين بوسائل المساعدة الجديدة التي يمكن أن تهم الإنسان وتهيأته اجتماعيا .
ولا بد أن أشير إلى أن الاحتفال بهذا اليوم هو فرصة أيضا لقطاع الخدمة الاجتماعية في كل مكان للاحتفال بإنجازاتهم والتوعية بدورهم المهم، وإلقاء الضوء على أهمية هذه المهنة والمحافظة عليها وممارستها بأعلى مستوى من الاحترافية ،والتي تجعل من يعمل فيها يشار له بالبنان بما يقدم من إنجازات مجتمعية . وعلينا “نحن” يقع الدور الأكبر في إثراء هذه المهنة والعمل على أن تكون مهنة من المهن المتقدمة، والتي لا يمكن أن يستغني عنها المجتمع ، فمهنة الخدمة الاجتماعية هي أساس تنمية المجتمع ، وهي فعلا لا يمكن الاستغناء عنها.
وتتفق هذه المهنة مع مبادئ حقوق الانسان التي تنص على العدالة وتحمي حقوق الضعفاء والمحتاجين ولذلك فان الاخصائيين الاجتماعين هم أول المدافعين عن هذه الحقوق الإنسانية لكل فئات المجتمع ولابد من تعميق مشاركتهم الفاعلة في هذا المجال والاعتراف بدورهم الرئيس في إقرار الحقوق والتمكين الاجتماعي لكل مستحق للخدمات الاجتماعية ورسم السياسات الاجتماعية لتنمية المجتمع.
وختاما :
لابد أن نعترف بما يقوم به الأخصائيين لتعزيز دور المجتمع والفرد ، ونشيد به في كل محفل كما أننا ينبغي أن نشد على أياديهم ونشجعهم ، وأن يكون لهم رؤية خاصة يعملوا عليها وندفعهم نحو الاهتمام بقضايا المجتمع ، كذلك لابد أن نقدم لهم الشكر على كل ما يبذلونه لتحقيق فرص العدالة الاجتماعية والمجتمعية لجميع الأفراد ، وأن نعلم جيدا بكل ما يمرون به من تحديات للوصول لهذا الهدف النبيل . كما علينا شكر كل من يدعمهم ويساعدهم ويتعاون معهم ويساهم في تنميتهم وتمكينهم ، فهو بالتأكيد مؤمن بهذه المهنة السامية التي تعتبر من أهم المهن الإنسانية في جميع المجتمعات.