بقلم / خالد بوبشيت
اسمعوا هذه الحكمة من محب لكم: عشنا يوم بعد يوم، ونرى الأيام لم تعد كما كانت، لأن الأخلاق هانت، والانفس بانت، والاعين خانت، والمروءة لانت، وكأننا والأيام ما كنا ولا كانت.
تعلم أيها الحبيب في حياتك:
أن نزرع شيئًا تستفيد منه في حياتك، وفي آخرتك.
كلنا راحلون، وكلنا في هذه الحياة لا نملك إلا الصحة من الله، فلو أعطاك الله الصحة والعافية تمتع بها بحمد وشكر.
واجعل للآخرة شيئًا جميلًا تذكر به طول عمرك.
لماذا لا نتعلم في حياتنا أن كل إنسان يمر بفترة لا يطيق مكالمة أحد، ولا يجاوب عند سؤاله إلا بكلمة.
ينجرح على شيء تافه حساس جدًا، عيناه تذرف في أي وقت.
فالتمسوا له عذرًا حينما لا ترونه بالوجه الذي تعودتم عليه، فالنفس آفاق ووديان، لعله في وادٍ غير واديكم، ولعل صدره يحتوي على ما لا يستطيع البوح به، وكله يقين أن الله وحده من سيخفف عنه ما به.
فكونوا ذا تقدير واحترام لكل من يكون فيه هذه العادة التي يجب علينا الصبر عليها تقديرا واحتراما لشخصيته.
لماذا لا تتعلم في حياتك أن ليس كل من خالفك فهو عدوك، وليس كل من لا يجبك يكرهك، وليس كل من وافقك يحبك.
تعلموا أن المحبة رزق من الله، والاحترام عطاء.
نحن في حياتنا لسنا مطالبين بحب الجميع، ولا أن يحبنا الجميع، لكن ينبغي علينا احترام الجميع، وجعل الاحسان والطيب والأخلاق دستورنا في حياتنا، وأن نتعلم تلك الحكمة التي تنقضي أن نختلف مع الفكر لامع الشخص نفسه.
لماذا لا نترك بصمة محبة لكل من نقابله ونخالفه في الرأي لا في المحبة والكره؟!.