“سطــوة القـــوة”

بقلم : عبدالعزيز الفدغوش

يقول الشاعر العربي :
عِشْ عزيزاً أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ
بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ

إن الإنسان منذ أوجده الله على الأرض وهو يعيش في عالم يُقر للقوة التي تقرر الواقع وتحميه ولا يحترم سوى القوي الذي يفرض سلطته وهيبته ويوجّه بوصلته حيث مصلحته فهو سيد الضعيف ومرجعيته والمؤثر في وجوده وحركته ، والإنسان المسلم مأمور بإعداد جميع أسباب وعناصر القوة من ( العدد والعدّة ) والتي تُدْخل الرهبة في قلوب الأعداء والتي تشمل القوة الاقتصادية والعقلية والبدنية والسياسية والصناعية وتحقيق العدالة وتحصين الجبهة الداخلية ونحوها وذلك لدفع العدوان والشر و تحقيق العزّة والنصر .

قال تعالى 🙁 وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، [ الأنفال: 60] ، وقد قيل (إن العدالة دون القوة عاجزة والقوة دون العدالة مستبدة ) وفي مقدمته المشهورة يؤكد ابن خلدون على ضرورة القوة في وجود الدولة والحفاظ على استمرار الحكم وقيل (إذا كانت العصا في يدي فالحق في فمي) ،وكما يقول ‏‏عبد الكريم الخطابي 🙁 نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة)، ويقول المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه الموسوم (سيكولوجية الجماهير) بأن الجماهير تميل إلى احترام القوة لا الطيبة فالطيبة عندهم شكل من أشكال الضعف ، فهي لا تقيم النصب التذكارية إلا للمستبدين وإذا كانت تدعس بأقدامها الدكتاتور المخلوع فذلك لأنه فقد قوته فدخل في خانة الضعفاء غير المهابين ،أما أحد “مشاهير الفلس “من أرباب مواقع التواصل الاجتماعي ( Social Media) فيقول بأنه يجب تفعيل دور الفن ولعبة كرة القدم للتقريب بين الشعوب ونشر المحبة والاحترام والتعايش بين الدول في سلام ووئام جاهلا أو ناسيا أو متناسيا بأن العالم يعيش في عصر سيادة القوة واحترام القوي وزيادة نفوذه سواء كانت قوته (عتادا أو اقتصادا) وأما الطبل والمزمار والمرواس ولعبة (الطنباخية ) فلن تحقق احتراما ولا تحمي حدودا ولا تعزز وجودا .

يا دار يفدونك صــناديد الأبطـال
وحماة حدّك والرجال الحـلاحيل

ما هي بلحــية فـن لعـب ٍ وطبّال
ولا مشــاهير الفلــس والمهابيل

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.