واس / فهد السميح – متابعات
وقّع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ممثلًا بالمشرف العام على البرنامج السفير محمد بن سعيد آل جابر، ومؤسسة الوليد للإنسانية، ممثلة بالأمين العام للمؤسسة صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، اتفاقيتين تنمويتين يتعاون فيها الطرفان في الاتفاقية الأولى مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الموئل (UN-Habitat)، ممثلًا بالمدير التنفيذي السيدة ميمونة شريف، لتنفيذ برنامج دعم قطاع الإسكان في الجمهورية اليمنية (المسكن الملائم)، فيما يتعاونان عبر الاتفاقية الثانية مع منظمة التعليم من أجل التوظيف (Education for Employment)، والممثلة برئيسها التنفيذي أندرو بيرد، بهدف تنفيذ مشروع (بناء المستقبل للشباب اليمني) بحضور مرئي لوزير التخطيط والتعاون الدولي في اليمن د. واعد عبد الله عبد الرزاق باذيب، ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل في اليمن د. محمد سعيد الزعوري، ووزير الأشغال العامة في اليمن مانع يسلم صالح بايمين.
ويهدف المشروع الأول (المسكن الملائم) إلى ترميم 600 وحدة سكنية متهالكة تقطن فيها أسر ذات دخل متدني بمحافظة عدن في الجمهورية اليمنية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، حيث تبين أن أكثر من 600 أسرة من الأسر المصنفة على أنها تحت خط الفقر تعيش في هذه الوحدات السكنية، ما استدعى تعيين مجموعة أعمال تأهيلية محددة لتنفيذها في مساكنهم.
وتفيد الدراسات التي أجرتها الأطراف أن المشروع سيسجل عددًا من المستفيدين يصل إلى 4200 مستفيد مباشر، إلى جانب المستفيدين غير المباشرين الذين سيساهم هذا المشروع في تحسين المشهد الحضري لأحيائهم السكنية، بما يساهم في استقرار الظروف الاجتماعية والاقتصادية، كما سيسجل تنفيذ هذا المشروع استفادة أكثر من 200 شاب عاطل عن العمل من التدريب المهني الذي سيقدمه هذا المشروع، فيما سيوفر 1600 فرصة عمل جديدة خلال مدة تنفيذه.
فيما يهدف المشروع الثاني (بناء المستقبل للشباب اليمني) إلى تحسين معيشة أكثر من 660 شابًا يمنيًا وعائلاتهم، من خلال تدريبهم بما يخلق لهم فرص عمل في مختلف مديريات عدن، وفي المحافظات المحيطة بها، بالتنسيق مع الحكومة اليمنية والسلطات المحلية، تحقيقًا للتوازن المعيشي والاقتصادي عبر استقطاب هؤلاء الشباب، وتأهيل قدراتهم عبر توفير خدمات البرنامج لهم، لتدريبهم على أفضل الممارسات المهنية، بما يرفع كفاءة مختلف القطاعات في اليمن.
وأوضح المشرف العام السفير محمد بن سعيد آل جابر، خلال توقيع الاتفاقيتين أن مشروعي (المسكن الملائم) ومشروع (بناء المستقبل للشباب اليمني) من المبادرات التنموية التي تعدُّ جزءًا من عملٍ مستمر نسعى في البرنامج إلى القيام به، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان آل سعود، وسمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظهما الله لدعم التنمية والاستقرار في اليمن، وستسهم هذه المشاريع في خلق فرص عمل، وتحقيق التعافي الاقتصادي في اليمن”.
من جانبها أشارت الأميرة لمياء آل سعود خلال كلمتها بمناسبة توقيع الاتفاقيتين أن السكن اللائق وفرص العمل المناسبة أمر حيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمدنية، إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، يمكن جني العديد من الفوائد، والتي في دورها ستسهم في نمو فرص العمل، واستقرار الإدارة الحكومية والمحلية، وستقلل الحاجة من تدخل أطراف أخرى عند الأزمات، مبدية سعادتها بالتعاون مع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والذي يشارك المؤسسة قيمها الأساسية وأخلاقياتها لإحداث تغيير حقيقي إيجابي داخل المجتمعات”.
وثمّن معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي في اليمن د. واعد باذيب، باسم الحكومة اليمنية جهود البرنامج في تنفيذ هذه المشاريع، مؤكداً “أن المملكة العربية السعودية أثبتت أنها شريك فاعل يتعاون مع اليمن في جميع الظروف، حيث أن برامجه ومبادراته تساهم في تحويل مرحلة الإغاثة حتى تكون محركًا دافعًا لعملية التنمية”.
كما صرحت المديرة التنفيذية للموئل السيدة ميمونة شريف بأن “هذه الشراكة ستعزز مشاركات برنامج الموئل التابع للأمم المتحدة في اليمن وتمكنه من مساعدة ودعم الفئات ذات الاحتياج في عدن”، بينما أوضح المدير التنفيذي لمؤسسة التعليم من أجل التوظيف السيد أندرو بيرد بأن “المؤسسة تعمل منذ عام 2006 من خلال منهجية محددة ربطت من خلالها حوالي 114,000 شاب من الموهوبين بوظيفة أو بسوق العمل” وأن المؤسسة تسعد بهذه الشراكة لما تقدمه للشباب اليمني من دعم.
الجدير بالذكر أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن نفذ أكثر من 198 مشروع في 7 قطاعات رئيسية تقدم الخدمات الحيوية لمستفيديها وهي الصحة، والتعليم، والطاقة، والمياه، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، وينفذها متبنيًا أفضل ممارسات التنمية والأعمار والريادة الفكرية بمجال التنمية المستدامة في اليمن.
وعلى مدار 4 عقود، دعمت مؤسسة الوليد للإنسانية اَلاف المشاريع، وأنفقت أكثر من 15 مليار سعودي، ونفذت اَلاف المشاريع في أكثر من 189 دولة حول العالم بقيادة 10 منسوبات سعوديات؛ ليصل عدد المستفيدين لأكثر من 1 مليار بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. تتعاون المؤسسة مع مجموعة من المؤسسات الخيرية، والحكومية، والتعليمية لمكافحة الفقر، وتمكين المرأة والشباب، وتنمية المجتمعات المحلية، وتوفير الإغاثة في حالات الكوارث، وخلق التفاهم الثقافي من خلال التعليم.