جدة – عبد الله الينبعاوي
اختتم ملتقى “قراءة النص 19″، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة”، جلساته العلمية صباح اليوم الخميس، بالجلسة السادسة، التي أدارها عبدالعزيز الطياش،
“منتدى حماد السالمي الثقافي”
حيث تحدث في بداية الجلسة الدكتورة مستورة العرابي بورقه بعنوان “منتدى حماد السالمي الثقافي في الطائف وأثره في صناعة الثقافة ” حيث قالت : هناك كتب حرصت على رصد وتوثيق الصالونات والمنتديات الأدبية في المملكة ولكنها أهملت الإشارة إلى بعض الصالونات المهمة مثل منتدى السالمي الذي نحن بصدد الاهتمام والتعريف به ونشأته ومناشطة وإنجازاته. ويبدو أن من أسباب إهمال هذا المنتدى هو أن أصحاب هذه الدراسات اكتفوا في الغالب الأعم بما وصلهم من معلومات من أصحاب المنتديات والصالونات وما في حكمها. وكان جديرًا بهم أن يبذلوا هم جهودًا مكثفة للوقوف على هذه الصالونات بأنفسهم، لأن أصحاب المنتديات ربما تحرجوا من إرسال معلومات عن منتدياتهم وإنجازاتها، وهذا ربما هو ما حصل مع منتدى السالمي، فلم يرد اسمه في هذه الدراسات ولم يشر إليهن رغم أنه أشير إلى منتديات ربما تكون أقل منه شأنا.
وتحدثت عن منتدى السالمي الثقافي الذي أنشأه صاحبه الأستاذ: حمّاد بن حامد السالمي أول مرة في مكتبته الخاصة بداره في حي المثناة بالطائف العام 1407ه، ثم بعد بضعة أعوام؛ أنشأ له مقرًا خاصًا في قريته ومسقط رأسه في قرية الوتيرة ببلاد بني سالم على بعد 25 كيلًا من جنوبي الطائف. وافتتحه في الطائف وقتذاك ( فهد بن عبدالعزيز بن معمّر). وتميز المقر الجديد؛ بأنه يقع على مرتفع جبلي قبالة القرية الحجرية الأثرية التي ولد ونشأ فيها صاحب المنتدى، كما أنه بُني بالحجر الخالص على الطراز القديم، واشتمل على مرافق وساحات داعمة لكافة الأنشطة والإنجازات والفعاليات الثقافية والأدبية.
ورصد الدكتور سعد الرفاعي في بحثه “المجالس الثقافية في ينبع”، مستعرضًا في ثناياه الإرهاصات الأولى للحراك الثقافي في ينبع بدءا من الخمسينات الهجرية في القرن الرابع عشر الهجري، وتسليط الضوء على المبادرات الأولى لتشكل حوار ثقافي عبر المجالس غير الرسمية سواء كان ذلك في المنازل أو المقاهي أو من خلال المناسبات الاجتماعية وتوظيفها، أو في البساتين والمتنزهات أو ما يعرف بالمراكيز الشهيرة في منطقة الحجاز، مع استعراض لأبرز الأسماء التي أسهمت في هذا الحراك مثل الشيخ حمد الجاسر والفريق يحيى المعلمي والخطيب وياسين الجداوي وغيرهم، ووصولاً إلى المجالس والصوالين الثقافية التي عرفتها ينبع ومارست مناشطها الثقافية فيها، مع تسليط الضوء على أبرز ما قدمته من مناشط ثقافية متنوعة حتى وقتنا الحاضر.
“الأحدية”
ويمضي الدكتور خالد بن قاسم الجريان برؤيته الخاصة حول “الأحدية”، في ورقته الموسومة بـ”المجالس الأدبية والتحولات الثقافية عبر التاريخ الأحدية المباركية – منتدى الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك رحمه الله: النشأة – التاريخ – الدور الثقافي “أنموذجًا”، أشار فيه إلى أن الأحساء واحدة من أهم المدن العريقة في تاريخها العلمي والأدبي والفكري والثقافي، فإلى وقت قريب كانت مقصدًا للعلماء والأدباء. وكان لأهل العلم فيها أيام للنزهة والتبسط والاستمتاع بجميل الشعر وعذب الحكايات، فكانوا يخرجون يومي الثلاثاء والجمعة للمزارع فيرتاحون ويستريحون ويروحوا عن أنفسهم، فينشدون الشعر، واستمر الحال كذلك حتى هيأ الله للأحساء الشيخ الأديب أحمد بن علي آل مبارك رحمه الله الذي قرر أن يقيم في منزله منتدى أدبيًّا مساء الأحد من كل أسبوع يلتقي فيه الشعراء والأدباء، ومن أحب الأدب العربي ولغته الأصيلة فكانت الأحدية المباركية، وقد لعبت دورًا ثقافيًّا رائدًا في الأحساء.
“التكريم ورهاناته الاجتماعية والمعرفية”
أما الدكتورة بسمة عروس، فقد خصصت ورقتها لبحث موضوع “التكريم ورهاناته الاجتماعية والمعرفية”، أشارت فيها إلى أن ثقافة التكريم تعدّ ثقافة متأصلة في المشهد الثقافي والاجتماعي السعودي، تشكّلت ملامحها عبر ممارسات جمعياتية وتقاليد أرستها جهات جهات حكومية، وارتبطت بالمواسم الثقافية وغيرها، فمثّلت إلى جانب الجوائز الرسمية المحلية منها والعالمية شواهد على سياسة ثقافية متكاملة، مستجلية في بحثها مفهوم التكريم، بالتركيز تاريخه ودلالاته الاجتماعية وتطوّره وتحوّله من جهد فردي إلى فلسفة ثقافية وتخطيط ثقافي واجتماعي، مع دراسة نماذج من التكريمات في “إثنينية عبدالمقصود خوجة”.