الدكتورة الأميرة الجوهرة بنت فهد “جوهرة العلم والأخلاق “

بقلم/ د. وسيلة محمود الحلبي

حين نتكلم عن العظماء تقف حروف العربية عاجزة أمام خصالهم ومزاياهم، ويعجز اللسان عن وصف مآثرهم وأعمالهم ومواقفهم الإنسانية والاجتماعية التي تقف إلى جانب الأعمال الثقافية المتعددة والأبحاث العلمية الكثيرة التي يقومون بها .
كان لي شرف لقاء “سيدة اللغة العربية دون منازع ” سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود في كلية التربية للبنات الأقسام الأدبية التي كانت في منطقة الملز من أعوام بعيدة، لتغطية إحدى الندوات التي كانت تقيمها الكلية آنذاك. حين كنت أعمل في صحيفة الجزيرة التي ما زلت أحبها رغم تنسيقي منها بسبب السعودة .
وتكررت زيارتي للكلية والتقيت بسموها الكريم أكثر من مرة في مكتبها الموقر ، وكنا نتبادل أطراف الحديث ،وكانت رقيقة في حديثها مبتسمة مرحبة ودودة ،رغم مشاغلها الكثيرة والتزاماتها المتعددة .
وبفضل الله وشكره لازالت تربطني بسموها الكريم مشاعر أخوية سامية وصادقة وهي قريبة جدا إلى نفسي وقلبي ،أسأل الله أن يسعدها ويوفقها كيفما اتجهت .
سعدت جدا بحضور مقتطفات من برنامج “مرايا النخبة ” الذي يشرف عليه الدكتور محمد الشريف مؤسس ملتقى النخبة الثقافية ، في لقاء خاص على منصة زووم مع سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود بعنوان “حديث مع الورد”. أدارته الدكتورة سميرة الزهراني بأسلوب راق وجميل ، وكنت أتمنى أن أحضره كاملا، ولكن لظروف خاصة لم أتمكن من ذلك .

ومن متابعتي للمداخلات القيمة عرفت أن سموها الكريم تحدثت عن مراحل حياتها ومسيرتها التعليمية والمهنية وحبها الشديد للغة العربية ” لغة القرآن الكريم ” وأهم الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها وكيف استطاعت بفضل من الله التغلب عليها. كما تحدثت عن تلك الأحداث التي كانت فيها عنصراً فاعلاً متأثراً ومؤثراً، وتناولت في حديثها التقنية وأهميتها في عصرنا الحالي وغيرها الكثير الكثير .

ولدت سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد في مدينة الرياض التي تحبها كثيرا، وبعد انتهائها من التعليم العام سعت كثيرا ودعت الله عز وجل بأن يحقق حلمها في متابعة تعليمها العالي ، فالتحقت بكلية التربية للبنات عام 1390هـ، وكانت أول كلية للتربية بالرياض تحت مظلة الرئاسة العامة لتعليم البنات . وبعد حصولها على البكالوريوس عينت معيدة بالمتبادل العربية، وهو القسم نفسه الذي تخرجت فيه.

وتابعت المسيرة فكانت سموها أول خريجة تحصل على درجة الماجستير في الآداب – علوم اللغة العربية تخصص النحو والصرف من كلية التربية للبنات في الرياض، وأول خريجة تحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة في الآداب – علوم اللغة العربية تخصص النحو والصرف من كلية التربية للبنات في الرياض عام 1403هـ . كما أنها تحمل دبلوم عالي في اللغة العربية تخصص النحو والصرف من كلية التربية للبنات في الرياض (96/1397هـ)

والأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد هي أول مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن منذ قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بإعادة هيكلة الجامعة سنة 1426هـ . وأشرفت على وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية. وأسست عدة كليات وتخصصات جديدة بالإضافة للكليات المعاد هيكلتها وذلك وفقًا لمتطلبات سوق العمل. واعتبرت أن اليوم الذي بدأت دراسة الطالبات في مباني الجامعة الجديدة هو يوم مشهود لا في تاريخ الجامعة فحسب، ولكن في تاريخ المعرفة والعلم والبحث العلمي في المملكة العربية السعودية.

وقبل توليها منصب مديرة الجامعة، شغلت الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد منصب وكيلة مساعد للشؤون التعليمية بالمرتبة الرابعة عشر بوكالة كليات البنات، كما تولت مهمة إدارة الشؤون التعليمية في جميع كليات البنات في المملكة. وشغلت قبل ذلك منصب عميدة كلية التربية للبنات بالرياض، كما عملت أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية وآدابها بنفس الكلية. وأشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وحكّمت بعضها.

كم أفتخر وأعتز بجوهرة اللغة العربية جوهرة العلم والأخلاق سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد أيدها الله وسدد على الخير خطاها وبارك الله في دينها، وعلمها وعملها وحياتها .
هنيئا لهذا الوطن العظيم بابنة الوطن البارة لدينها وملكها ومجتمعها الأميرة الدكتورة “الجوهرة بنت فهد”

*سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.