د. نوره المالكي
أكد رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله العمري، أن الزلزال الذي حدث في تركيا عنيف بكل ما تعنيه الكلمة، مبينًا أن “المنطقة التي وقع فيها الزلزال منطقة زلازل نشطة، وقد تعرضت لأربعة زلازل منذ عام 1970 بنفس القوة أو القدر، حيث إن هذه المنطقة تقع في ملتقى صفائح زلزالية والصفيحة الأولى هي العربية باتجاه الشمال الشرقي، والصفيحة الثانية هي الصفيحة الجوراسية الإيرانية وهي قادمة من الشرق، والصفيحة الغربية هي صفيحة الأناضول وسبق أن تعرضت لزلزال عام 1999” .
وقد صرح العمري “هذه المنطقة منطقة زلازل نشطة من ناحية جيولوجية، وفيها الصدوع المضربية والانزلاقية، والزلزال كان محسوساً على نطاق واسع بسبب الطبيعة الجيولوجية للمنطقة”.
وتابع: “كان الزلزال ضخماً للغاية وقوته 7,7، وهذه عوامل ساعدت على انتشاره بشكل واسع، بسبب التأثر والوفيات وانهيارات المباني بعد قضاء الله وقدره هو عدم وجود مقاومة هندسية للزلازل أو كود بناء مطبق في منطقة الزلزال”.
وأوضح “العمري” أن الزلازل واقعة في صدع يسمى بصدع البحر الميت، وهو يمتد من جنوب خليج العقبة ويمر إلى وادي عربة ثم الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان وتركيا وينحرف شرقاً نحو العراق ثم إيران.
وعن ارتدادات الهزات الأرضية قال “العمري”: “سنسمع خلال الساعات القادمة وإلى الغد بتسجيل هزات أرضية أو توابع زلزالية وستكون أقل قوة مما تم تسجيله اليوم، ويتوقع أن تكون ما بين قوة 4 أو أقل، وهي ارتدادية على امتداد الصدع الذي يبلغ طوله ألف كيلو متر، وحتى تصل خليج العقبة ورفحاء، وتلك المناطق القريبة من الصدع، وهي تحصل بها باستمرار لوقوعها على امتداد الصدع وستصل الارتدادات إلى إيران، وستستمر الهزات الارتدادية إلى أن تضمحل الطاقة بكاملها وليس هناك ما يدعو للقلق”.
وعما يتداول عن تحذيرات من وقوع تسونامي في شواطئ تركيا قال إن “المنطقة تعرضت لذلك على مر التاريخ وآخرها كان عام 1855 في لشبونة، وكان هو أقوى تسونامي حصل في منطقة البحر الأبيض المتوسط ولكن حاليًا لا ينجم عن هذه الهزات تسونامي مادامت الزلازل خارج البحر”.
وكان المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل، أكد أن المملكة العربية السعودية لم تتأثر ولله الحمد بالهزة الأرضية التي حدثت بدولة تركيا، صباح هذا اليوم الاثنين، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، وذلك لبعد المسافة ما بين موقع الزلزال والحدود السعودية والتي تبلغ أكثر من 1000 كيلومتر.
وبين أن “سبب الهزة الأرضية يعود إلى الحركة التكتونية النشطة لصدع الأناضول بجنوب شرق تركيا، وهو صدع نشط زلزالياً بسبب الاجهادات التكتونية الناجمة عن تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية بمنطقة جبال طوروس جنوب شرق تركيا”