بقلم: صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز
رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال ذوي الإعاقة
فقد العمل الخيري في بلادنا الغالية رجل مخلص لقضية الإعاقة، ولجمعية الأطفال ذوي الإعاقة رافقني لسنوات طويلة، في مسيرة بناء الجمعية، وكان فيها شاهد ومشارك في رحلة مشرّفة ورسالة سامية تدعو للفخر والاعتزاز.
رحل عنا الأخ والإنسان، عوض بن عبد الله الغامدي أمين عام جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، وهو رجل خير مجتهد.. وأذكر حين شرفت برئاسة مجلس الإدارة منذ نحو خمسة وثلاثين عاماً، كان عوض الغامدي قد سبقني في نيل شرف العمل في هذه الجمعية، وإدارة مركزها في الرياض، ثم إدارتها على مستوى المملكة بعد أن توسعت الجمعية، وأنشأت أحد عشر مركزا، عايشته خلال هذه المسيرة، فوجدته مسؤولًا يعمل بأمانة وإخلاص، حيث بدأنا معًا مسيرة طويلة وواجهنا تحديات وصعاب، ولكنا تمكّنا من تجاوزها وإرساء ركائز صرح شامخ، وواجهة حضارية وإنسانية للمملكة على المستوى العالمي.
كان الأخ عوض رحمه الله، صاحب أيادٍ بيضاء مشهودة في المساهمة مع مجالس الإدارة المتعاقبة لبناء نظام الحوكمة للجمعية، منذ السنوات الأولى لنشأتها، فكسبت الجمعية ثقة الدولة والناس وثقة الشركاء، كما بذل جهوداً كبيرة خلال تنقلنا عبر مناطق المملكة لتأسيس مراكز الجمعية لتصبح أكبر جمعية تُعنى بالعمل الخيري، وأصبح اسمها منارة تهتدي بها الجهات التي ترغب في خدمة قضية الإعاقة.
تعلمت من هذا الرجل المخلص الكثير، ورأيت فيه العمل بأعلى درجات الكفاءة والاحترافية حين يكون مبتغاك نبيلًا وعظيمًا، ورأيت فيه الجد والتحمل مهما ثقلت المهام أو تعددت وزادت، كما كان حريصاً على السعي في خدمة منسوبي الجمعية من الأطفال ذوي الإعاقة وذويهم، وهذا ما كان شأنه طيلة فترة عمله ويشهد له الجميع بذلك.
رحم الله أبا عادل … وجمعنا به في جنات النعيم، وأعزي هنا أسرته، كما أعزي كل من ينتمي للعمل الخيري، وكل من تشرّف بالعمل في خدمة ذوي الإعاقة داخل المملكة وخارجها… ولله ما أخذ وله ما أعطى والحمد لله رب العالمين.