الكاتب : عبدالله العطيش
الصداقة شيء كبير لا توصفه الكلمات وإنما تثبته لنا المواقف التي نمر بها, وقيل بالسلف رب أخ لم تلده لك أمك ولكن ولدته لك الأيام فإذا كان أجمل ما في الورد الرحيق فإن أجمل ما في الدنيا هو الصديق, فالصداقة من أسمى العلاقات التي تتم بين شخصين حيث إن الإنسان لا يختار والديه ولا يختار أقاربه ولا يختار إخوته، ولكنه بالطبع يختار أصدقائه فهو يختار الصديق الذي يشبهه في طباعه وميوله, وجميعنا نبحث عن شخص نجده بجانبنا دائمًا دون أي مقابل، نجده في أصعب المواقف ، فالصديق هو المرآة لصديقه وهو من يواجهك عيوبك ومميزاتك وهو من يدفعك دائمًا إلى الأمام إننا نحتاج لصديق يتفقدنا يعرف ما نحمله من تعابير وجوهنا, يتفقدنا من الداخل قبل الظاهر للجميع.
لا يمكن للصداقة الحقيقة الصادقة أن تنجح إلا إذا بنيت على أساس قوي وثابت, عماده هو اتفاق الضمائر على المحبة والمودة والاحترام والوفاء والحكمة والثقة ,وأهم شئ الوفاء بحيث لا تكون صداقة مصلحة أو منفعة تنقطع بانقطاع الفائدة, وانما تظل باقية على العهد.
ولنتذكر أن الصديق الحقيقي ليس ذلك الذي نمرح ونضحك معه ,بل ذلك الذي نجده ليسمعنا اذا اشتكينا ويساعدنا اذا وقعنا في مشكلة ,ذلك الذي لا يخالط في تعامله معنى لأي غدر أو كذب أو خيانة أو نفاق. فالصديق الحقيقي لا يبخل على صديقه بالتضحية لأجله لا يبالى بما قد يجد، لأن الصداقة في معناها النفسي العميق التوحد الذى يجعل الصديقان يبدوان وكأنهما شخص واحد..
الصداقة نعمة عظيمة ذات قيمة عالية لا تقدر أبداً بثمن مهما ابتعد الإنسان يبقى دائماً بحاجة إلى صديق يسمعه ويقف إلى جانبه ويشكو له همه وحزنه ويفرح عند فرحه ويشجعه عند نجاحه.
إن الصداقة من أجمل العلاقات الإنسانية، فهي تعبر عن ترابط صادق ومتين بين البشر وترابط نفسى وحسى بين شخصين أو أكثر، ولأن الصداقة كلمة مأخوذة من الصدق فهي علاقة الثقة المتبادلة والإخلاص والمحبة والتعاون والاحترام وتقديم المساعدة والعون دون انتظار مقابل أو أي مصلحة شخصية، وفى النهاية نحن دائما نبحث عن صديق بمعنى الكلمة يبقى صديقاً لآخر العمر, ومن هنا أتوجه بكل الشكر لرفقاء عمرى واصدقائي الأوفياء الذين ساندوني وتفقدوني ووقفوا بجانبي في السراء والضراء, حفظ الله المملكة وشعبها.