الذكاءات المتعددة

بقلم / دلال الدوسري

هوارد غاردنر هو عالم نفس كان اهتمامه بالذكاء منذ بداياته مدفوع بعدد من العوامل التي ذكرها في كتاب لاحق له صدر عام1999 صرّح في خطاب ألقاه عام2003 في مدينة شيكاغو انه في صغره كان مهتما في العزف على آلة البيانو وفي بعض الفنون الأخرى بالإضافة إلى اهتماماته العلمية كما نشر عدد كبير ‏من البحوث حوالي 100 بحث وألّف ما يوازي 20 كتابا ترجمت لأكثر من 30 لغة مختلفة.
تعتبر نظرية هاورد غاردنر من النظريات المفيدة في معرفة أساليب التعلم والتدريس فإنها تكتشف مواطن القوة والضعف عند المتعلم.
‏و الذكاء عند هاورد جاردنر عبارة عن مجموعة من المهارات تمكن الشخص من حل مشكلاته وكذلك القدرات التي تمكن الشخص من إنتاج ما له وتقديره وقيمته في المجتمع والقدرة على إضافة معرفة جديدة و الذكاء ليس بعد واحد فقط بل عدة أبعاد ثم أن كل شخص متميز عن الآخرين و الذكاء يختلف من شخص لآخر.

أنواع الذكاءات التي تتناولها نظرية جاردنر :

١-الذكاء اللغوي  Linguistic Intelligence
‏ وهو القدرة على استخدام الكلمات بكفاءة شفهيا كما في رواية الحكاية والخطابة لدى السياسيين او كتابة الشعر والتمثيل والتأليف ويتضمن هذا الذكاء القدرة على تناول ومعالجة البناء اللغوي والصوتيات والمعاني وكذلك الاستخدام العملي للغة

٢- الذكاء المنطقي – الرياضي  Logical-Mathematical Intelligence
‏ويحدده جاردنر في القدرة على معالجة السلاسل من الحجج والبراهين والوقائع للتعرف على انماطها ودلالتها أي يتطلب استخدام العلاقات المجردة و تقديرها ومن العمليات المستخدمة في هذا الذكاء في فئات والتصنيف والاستنتاج والتعميم

٣-الذكاء الشخصي Interpersonal Intelligence
هو معرفة الذات والقدرة على التصرف المتوائم مع هذه المعرفة ويتضمن ذلك أن تكون لديك صورة دقيقة عن نفسك جوانب( القوة والقصور) والوعي بحالتك المزاجية نواياك دوافعك رغباتك قدرتك على الضبط الذاتي الفهم الذاتي الاحترام الذاتي

٤- الذكاء الشخصي Interpersonal Intelligence
‏وهو القدرة على إدراك أمزجه الآخرين و مقاصدهم ودوافعهم ومشاعرهم والتمييز بينها ويضم هذا الحساسية للتعبيرات الوجهيه والصوت والإيماءات والقدرة على التمييز بين مختلف الأنواع من الإلماعات ‏بطريقة برجماتية (أي تؤثر في مجموعة من الأفراد يتبع خطأً معينا من الفعل)

٥-الذكاء الموسيقي Musical Intelligence
‏ويتضمن الحساسية لاتساق الأصوات والألحان والأوزان الشعرية وتعيين درجة النغم أو طبقة الصوت و التناغم والميزان الموسيقي لقطعة موسيقية ما ويتيح هذا الذكاء للأفراد أن يخلقوا المعاني التي تتكون من الصوت وان يعبروا عنها ويتواصلوا مع الآخرين و أن يفهموها

٦-الذكاء البصري – المكاني Visual-Spatial Intelligence
‏يحدده جاردنر القدرة على رؤية الكون على نحو دقيق وتحويل أو تجديد مظاهر هذا الكون و إدراك المعلومات البصرية والمكانية والتفكير في حركة و مواقع الأشياء في الفراغ والقدرة على إدراك صور أو تخيلات ذهنية داخلية ويتضمن الحساسية للألوان والخطوط والاشكال والحيز والعلاقات بين العناصر وهي تتضمن القدرة على التصور البصري والتمثيل الجغرافي للأفكار ذات الطبيعة البصرية أو المكانية وكذلك تحديد الوجهة الذاتية

٧-الذكاء الجسدي- الحركي Bodily-Kinesthetic Intelligence
‏ويتضمن القدرة على استخدام الجسم ببراعة ومعالجة الموضوعات يدويا بمهارة للتعبير عن الأفكار والمشاعر أي يرتبط بالحركات الطبيعية ومعرفة الجسم ويشمل القشرة المخيه المحركة التي تتحكم في الحركات الارادية و الربط بين الجسم و المخ ويتضمن هذا الذكاء مهارات جسمية معينة منها: التآزر ،القوة ،المرونة ،والسرعة وغيرها

٨-الذكاء الطبيعي Naturalist Intelligence
‏ويحدده جاردنر في الحساسية في مظاهر الكون الطبيعية وقدرة التعرف على النماذج والأشكال في الطبيعة هي القدرة على فهم الطبيعة وما بها من حيوانات ونباتات والقدرة على التصنيف لملامح أخرى في الطبيعة كالسحب الصخور وغيرها وتستفيد من هذا الذكاء العلوم التي تتطلب التعرف على الأنماط والتمييز بينها

٩ – الذكاء الوجودي Existential Intelligence
‏إنه القدرة على التفكير بطريقة تجريدية ومعالجة أسئلة عميقة حول الوجود الإنساني مثل الحياة والموت وما وراء الطبيعة ومازالت البحوث مستمرة حول هذا النوع من الذكاء للتعرف اكثر عليه والوصول إلى أهم العمليات المحورية التي تسهم فيه.
من خلال ما سبق تتضح وجهه نظر جاردنر للذكاءات وهي :
-أن كل فرد لديه عدة ذكاءات وفقا لهذه النظرية وهي اللغوي والرياضي والمنطقي و الشخصي والاجتماعي و الجسمي الحركي و المكاني او البصري والموسيقى والطبيعي والوجودي
-إن هذه الذكاءات تعمل بشكل مستقل
-ان مستوى الذكاءات المتعددة يختلف من فرد لآخر
-أن الأسوياء من الناس قادرون على أن يفيدوا ويوظفوا جميع ذكاءاتهم
-إن كل فرد يستطيع التعبير عن كل ذكاء من ذكاءاته المتعددة بأكثر من وسيلة

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.