زيارة القمر لبيتنا

د. نورة المالكي

في ليله من الليالي كنت مشغولة جدا أكتب على مكتبي الصغير وكانت لدي الكثير من المهام لإنجازها في تلك الليلة ،وكان الجو باردا جدا والظلام حالكا … ‏وليس هناك إلا شمعتي الصغيرة تنير لي أرجاء غرفتي وكان المكان هادئا جدا…. كنت أشعر بالهدوء الشديد وفجأة أحسست أن شخصا ما يناديني من الشباك فقمت لأتفقد لعل أحدا هناك يريد شيء مني… وعندما فتحت شباك غرفتي الصغيرة !!! تفاجأت ‏بوجود نور قوي جدا فلما رفعت رأسي للأعلى وجدت القمر فوق نافذة غرفتي وينظر إلي وأنظر إليه وأنا مستغربة جدا من وجوده عندي وبالقرب من نافذتي داخل فناء بيتنا !!
بعد ‏وقت قصير جدا رأيت القمر يرتفع في وسط السماء وينشر خيوطه ليضيء عتمة الكون وينشر الفرح والنور …وكأنه يقول انظري إلى أين سأذهب !!!! في البداية كنت خائفة ولكن بعد دقائق معدودة رأيت انعكاس الماء على القمر … رأيت القمر مثل الزجاج تتساقط عليه حبات اللؤلؤ والألماس فتضئ الدنيا بجمال ذلك المنظر رأيت ‏أمورا لم أرها من قبل ولكن فجأة رأيت زجاج غرفتي تكتسيه قطرات من الماء… وتعجبت ما مصدر هذه المياه ؟ رد القمر بكل هدوء ووقار قال :ألا تذكرك هذه القطرات بشيء ؟ ألا تذكرك بدموع ناس مح رومين يعيشون في أقصى الدنيا، ألا تذكرك بدموع طفل يتيم فقد والديه ؟؟ وبأن هناك أرملة تشكي وتسهر الليالي وحيدة بين مسؤوليات لا نهاية لها!!!
ألا تذكرك هذه القطرات بنزول حبات المطر ؟!
فقلت في ذهول لكن المطر رحمة من الله …قال نعم المطر رحمة من الله ويجب أن يذكرك برحمة الناس .
قبل أن تفرحي بالمطر يجب أن تفرحي غيرك ممن حولك .. وقبل أن ترقصي تحت المطر فرحا، يجب أن تدخلي السعادة في قلوب كل من حولك… فأحيانا هذه القطرات تذكرنا بأحزان من حولنا فيجب أن تكوني قريبة ممن تحبين وتفهمين مشاعرهم جيدا
‏المطر هو سبب الرحمة و سبب الرزق والفرح والسعادة فكوني دائما مثل حبات المطر يفرح الناس بقدومك ويشتاقون إليك …
بعد ذلك بدأ القمر يختفي شيئا فشيئا وكنت أبحث عنه بين السحاب لعلي أجده ولكنني لم أره نهائيا وفجأة سقطت شمعتي من الطاولة واستيقظت مفزوعة.
‏فعرفت إنني كنت في نومة طويلة فقمت بسرعة لأتأكد من وجود القمر .. وعندما فتحت شباك نافذتي وجدت السماء مليئة بالخيوط الذهبية والشمس تنشر نورها معلنة بداية يوم جديد مليء بالفرح والأمل والسعادة والسلام فعرفت أن كل ما رأيته هو حلم قصير، لأهتم بمن حولي وأخفف معاناتهم وأكون لهم سند وعون.

مهما زادت المهمات والأعمال والإنجازات لابد من التفكير بالآخرين والتعايش معهم وتفقدهم من حين إلى آخر …شكرا أيها القمر لزيارتك بيتنا الصغير ولن أنساك للابد …🤍

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.