سلمى حسن ـ القاهرة
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن اللغة ليست مجرد أداة للتواصل، بل إنها تمثل هوية وثقافة الأمة وتعد رمزا لوحدتها، وهي محور المنظومة الثقافية المتجذرة والأصيلة بلا منازع، مؤكدا أن أي شعب إذا فقد لغته فإن ذلك سيؤدي لا محالة إلى طمس ذاتيته الثقافية، وفقدانه هويته المميزة لأن اللغة جنسية من لا جنسية له، إنها وطن، ومن فقد لغته فقد وطنه.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بندوة «جهود مجلة الأزهر في النهوض باللغة العربية ودعم الهوية الوطنية»، أن اللغة العربية لغة حية تكفل الله تعالى بحمايتها حين تكفل بحفظ القرآن الكريم، حين قال تعالى “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”، مشيدا بدور مجلة الأزهر الرائد في الحفاظ على اللغة العربية لأكثر من ٧٠ عاما منذ إنشائها، وذلك من خلال الالتزام الكامل بنشر موادها التحريرية باللغة العربية الفصحى، إلى جانب تخصيص المجلة لباب يناقش علوم اللغة من نحو وصرف وأدب وبلاغة وقضايا عروضية إلى غير ذلك.
ودعا رئيس جامعة الأزهر الجميع للوقوف أمام التحديات التي تواجه لغتنا الأم، متمثلة في العامية المستشرية التي تفرّق بين أبناء الأمة، وفي هيمنة اللغات الأجنبية واستعمالها على حساب لغتنا الأم، وهذا الأمر يؤدي إلى تهميش العربية الفصيحة، مؤكدا أن ذلك لا يعني التقوقع وعدم الانفتاح على لغات الأمم الأخرى واكتساب ثقافتها، والتعرف على إسهاماتها في مسيرة الحضارة البشرية، لأن في هذا الانفتاح إغناء لثقافتنا دون أن يعني ذلك التفريط باللغة الأم، وإنما يعني الانفتاح الإيجابي.