كن جميلًا حتى يحبك الجميل

بقلم/ صَالِح الرِّيمِي

نحن في درب الحياة علينا أن نتقبل البشر بحالتهم ونتعامل مع تفكيرهم بقاعدة؛ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، فكلما تقدم عمر الإنسان كلما زادت حساسيته للمواقف التي تواجهه، وتكون شدة الحساسية أكثر لمن لا يملك قيم وأخلاق عالية، فتجده قد لا يستطيع النوم لمجرد أن أحدًا نظر إليه بنظرة لم تعجبه، أو قيل فيه ما لا يرضيه..
إن الحياة مليئة بالمفاجآت والتحديات سواء كانت تسعدنا أو تعكر صفونا، ونحتاج أن نكون أقوى وألا نقف أمام ما يعكر صفو حياتنا، ونعلوا عن تفاهات وسفاسف الأمور غير السوية من بعض البشر وإساءتهم لنا، فالجميل من حَسُنَ خلقه وزاد علمه نضجًا وتسامحًا، فالقوة بالتسامح وليست بالأخذ والند والمعاملة بالمثل.

من باب الإستشارة بعد الاستخارة التي أمرنا بها ديننا، شاورت أحد خبراء علماء النفس عن موقف صدامي حصل مع شخص مستفز إلى درجة الغثيان، ما هو الحل من وجهة نظره؟؟
هل أتعامل بالمثل!! أم أستمر بعدم اللامبالاة لتصرفاته الصبيانية، دار حوار طويل في نفس الموضوع، وبعد انتهاء اللقاء أرسل لي عبارة مشهورة، غابت عني ولم أستحضرها منذ فترة، لكنها وقعت في قلبي، “كن جميلًا ترى الوجود جميلًا”.

كنت قد قرأت هذا البيت كثيرًا وتوقفت عنده أكثر في مقالاتي السابقة، لكن الله ربما أراد أن يختبرني، فالله جميل ويحب الجمال في كل شيء، قمت في صباحي الباكر الجميل متوقفًا عند هذه العبارة متأملًا ومتسائلًا في نفسي كيف أكون جميلً؟ في أخلاقي مع الناس وتعاملي مع الآخرين وردة فعلي مع المسيئين بكل برود قائلًا لنفسي: كن جميلًا حتى يحبك الجميل سبحانه..
قبل خروجي من منزلي لبست ملابس جديدة! خلعت نظارتي السوداء! نظرت إلى المرآة مبتسمًا لنفسي! جاءني شعور جميل ورائع وكأني رأيت الدنيا بجمال آخر ورائع على غير العادة، بالفعل بكل تفاؤل رأيت الصباح أجمل، والشارع أجمل والناس المارة أحلى والسماء أصفى والجو أنقى وكل ماهو حولي أصبح أكثر جمالًا ورونقًا.

جميلة هي الدنيا مع كل ما يحصل لنا من ملمات وأحداث وظروف دنيوية ليس بمقدورنا تغييرها، لكن علينا التعايش معها وتحويل المحنة إلى منحة ربانية لكي نكون جميلين كما يريد الجميل سبحانه..
بهذا الشعور الداخلي الجميل حدثت نفسي بطقوس تفاؤلية!. أحسست بعدها بالراحة والسعادة الوجدانية التي غمرت قلبي! شعرت بأني أجمل إنسان في الدنيا! قلت في نفسي كم أنت جميل عندما ترى الجمال في كل شيء!

ترويقة:
قد نسمع في حياتنا اليومية بعض الجمل التي تترك أثرًا جميلًا وإيجابيًا داخل نفوسنا وتمنحنا الأمل والتفاؤل بان الدنيا مازالت بخير، فالكلمات الإيجابية لها وقع مختلف من شخص لآخر، فبعضنا تعجبه دون أن يحرّك ساكنًا، والبعض الآخر تراه قد بدأ بتطبيق الحكمة كما سمعها ليبدأ قصة نجاحٍ وليدة من فكرة صغيرة.

ومضة:
كن أنت كما أنت فمن يحبك سيحبك لذاتك وأخلاقك، وعلى مقدار خطى من يسير معنا في درب الحياة سنواصل معه مشوار الحياة الجميلة، “كن جميلا ترى الوجود جميلًا”.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.