د. نوره المالكي
استوقفتني هذه الجملة لعدة أيام بعد قراءتي لمقالة كتبتها كاتبة انجليزية في احد العصور القديمة في الثمانينات
هل المرأة انسان ؟ جملة عميقة جدا وتحمل في طياتها الكثير من المعاني والدلالات النفسية والاجتماعية والثقافية …
وكان محتوى مقال الكاتبة يتحدث عن حقيقة المرأة وهل فعلا تعتبر بشر ؟ وهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟! وذكرت الكاتبة ان جميع قرارات الدولة و حق التصويت في ذلك الوقت كان فقط للرجال ومعاملتهم انهم بشر لهم الحق في الاختيار والتعبير عن الراي والتصويت بعكس النساء اللاتي لم يكن لهن اي دور في ذلك الوقت سوى الاستماع فقط وتنفيذ القرارات . وكان يعتبر المرأة نموذج الإغواء والشرور والشهوة والغرائز .
وكان المجتمع العربي سابقا قبل الإسلام أيضا يدفن البنات أحياء، حتى جاء الدين وحرر العقول و حفظ للمرأة مكانتها .
كنا ومازلنا نعيش في الكثير من المجتمعات المعاصرة وعلى مدى العديد من السنوات الماضية على مفهوم أن المرأة هي المكمل وليست الأصل … وأنها جز ء من كل .. وأنها الجزء الأضعف الذي يحتاج غلى من يسنده وإلا سيسقط في الهاوية.. وأنها تابعة لغيرها وليست مستقلة بذاتها ..
ولكن الوضع تغير في ديننا الإسلامي …
فعندما خاطبنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، استخدم (يا أيها الناس) والخطاب هنا يشمل معاشر النساء والرجال على حد سواء .. وكذلك في الهدي النبوي في خطبة الوداع على سبيل المثال لا الحصر ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس اتقو ربكم ) وهنا الخطاب يشمل الجميع بأنهم مسؤولون تماما أمام الله في حفظ الدين والرسالة والأمانات والعبادة والتكليف بلا تفرقة ولا تحيز.
و قال الرسول ﷺ: «إنما النساء شقائق الرجال>>
وكذلك بالرجوع للقرارات السياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة وحتى في الانتخابات الرئاسية ، هناك عبارة شائعة” إن جميع المواطنين لهم الحق في التصويت و حرية الرأي”.. وهنا بالطبع يقصد به الرجال والنساء على حد سواء… وقد أصبحنا الآن في بلدنا المملكة العربية السعودية نرى النساء وصلن إلى الكثير من المناصب القيادية المهمة مثل العمل في مجلس الشورى والأعمال الإدارية والاقتصادية والسياسية والعسكرية
وهذا التحول المبهر في فهم دور المرأة الريادي ، وقدرتها القوية على إتمام جميع مهامها على أكمل وجه مثل الرجل وقد تتفوق عليه أيضا أحيانا كثيرة يجعلنا أمام تحد صعب وهو عدم إنكار قوة وأهمية دور المرأة في تربية الأجيال وتكوين المجتمع ومن جهة أخرى دورها في تطوير كافة مجالات التنمية الاقتصادية والفكرية والثقافية والاجتماعية.
وبعد كل هذا هل هناك أحد يشكك أن المرأة انسان ؟!!!