صحيفة روافد العربية ننقل الحدث كما حدث
مقالات مشابهة
ابتسام هادي عشان
عندما تكون الكلمات أسلحة تتوجه بها نحو غيرك دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر.
وأيضاً موجاتك الصوتية مرتفعة فلا تستطيع إيصال المرغوب بسلام٠
ولا توجد عندك نسمات هواء باردة تقدمها لمن أتعبه لهيب الحياة٠
فل تعتقد أن لديك حس مرهف تكون منه بلورة لتحمي الآخرين من أشواك الأرض ٠
الكلمة قد تدخل لقلب الآخر كالرصاص، منه القاتل، ومنه المؤلم الذي يلازمه عمره بأكمله٠
وكل ذلك لا يبرى وإن طاب ٠
هنا عليك أن تعلم أنك بلا رحمة.
ولكي لا تكون من أولئك المؤذين٠
لا تحتاج إلى كتب ولا دورات، ولا محاضرات، ولا تنبيه أو تحذير لأنها جميعها، لن تفيدك وقلبك كالصخرة٠
فقط تعلم كيف تكون الرحمة
تلك المنزلة من إلهنا المغلفة ببريق السماء المحفوفة بالملائكة
الرحمة عالم خفي لا يعرفه إلا المميزون، أصحاب الهمم: زادهم الرحمة وماؤهم دمعة العين المرهفة ، هم جرعة دواء لا توجد عند الجميع.
رشفة ماء لا ترتوي من حلاوة طعمها .
هي صفة الله تعالى ، وخلق محمد ﷺ، وسِمة المؤمنين.
هذه فقط تغنينا عن أي تراجع عن مسببات الرحمة٠
هي علم يدرس من النفس وما أكبره من علم لا تحصى مزاياه.
عندما لا يمتلك الإنسان تلك الصفة فهو في الهاوية، ولن يستطيع تصنعها.
ولكن : عندما تريدها حقاً أن تدخل قلبك، لن يخرجها أحد، وستمضي في مسارها ولو خالفك الجميع.
لن تستطيع الخروج من عالمها لو تمكنت من دخوله، لسبب واحد فقط! هو إحساسك بقربك من الله٠
ولو بحثنا سنجد الرحمة في جميع الاتجاهات : رحمة في فن التعامل، ومنها في طريقة التحامل، رحمتك في الأخلاق، كما هي في الحقوق.
الرحمة جميلة في المـال، ورحمة أجمل في صلاح الحال، رحمة في حسن التصرف، ورحمة في عمق التعرف.
الرحمة عندما تذرف الدموع ، رحمة أيضا في رفض الممنوع.
رحمة في تملك الخوف ومنها عن التنازل والــكف، لم تنتهِ ورب السموات السبع من وزعها٠
افسحوا لها المجال لتدخل القلوب والبيوت، الأسرار والعبادات٠
قصة٠٠٠
أنا فرد من الأشخاص الذين لا يعرفون إلا مسماها، وأدركت ذلك عندما طلبت من أبي يوماً وهو على سرير المستشفى بأنني أريده أن يسجل مقطع فيديو لأختي التي في مدينة أخرى وتريد أن تطمئن عليه، نظر إلي وحال لسانه يقول كيف أفعل ذلك ؟ وانا لم أدرك معنى ذلك .
وعندما فتحت الكاميرا، وقال السلام عليكم يا ابنتي كيف حالك أنا… وبكى أبي، مسحت على كتفه وأعدت التصوير ولم تسعفه الكلمات أن يكمل غير حرفين ثم بكى ٠ سألته لماذا ؟ قال لي :رحمة يا ابنتي رحمة .
فتعلمت أنها نعمة ليست مع الجميع
تعلمت أنني لم أدركها بعد
تعلمت انها ليست سهلة
وأن اكتسابها شرف عظيم.
اسأل الله ان يجعلها في حياتكم عادة وعبادة٠
