تَبْدَأُ بِحَرْفٍ وَتَنْتَهي بِمَعْنَى ” اَلْيَوْمِ العالَميِّ لِلُّغَةِ العَرَبيَّةِ –١٨ ديسِمْبِرَ

بقلم /أسرار القحطاني

يَبْدَأُ جَمالُها مِنْ حُرُوفِهَا عِنْدَمَا تَنْطِقُ وَتَسْمَعُ وَإِذَا كُتِبَتْ ازْدادَتْ جَمَالًا بِالْخَطِّ العَرَبيِّ البَدِيعِ وَ بِإِضَافَةِ حَرَكاتِ التَّشْكيلِ وَالزَّخَارِفِ تَتَشَكَّلُ لَوْحَةٌ إِبْداعيَّةٌ، وَعِنْدَمَا تَتَحَرَّكُ بِهَا الأَلْسُنُ تَتَجَلَّى فِيهَا الفَصاحَةُ والْبَلاغَةُ والْمَنْطِقُ السَّليمُ والْمَعاني الشّاسِعَةُ والصّوَرُ البَديعيَّةُ اَلَّتِي تَأْخُذُكَ إِلَى عالَمٍ آخَرَ، كَمَا يَظْهَرُ هَذَا الجَمالُ فِي فُنونِ اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ العَديدَةِ كَاَلْنَحْوِ، والصَّرْفِ، والْبَيانِ، والْقِصَصِ، والْخَطابَةِ، وَالإِنْشَاءِ، والشِّعْرِ، والنَّثْرِ، والْخَطِّ وَغَيْرِها مِنْ الفُنُونِ اَلَّتِي قِلَّةَ مَا تُوجَدُ فِي لُغاتٍ أُخْرَى غَيْرِ لُغَةِ الضَّادِ، وَبِاَلْحَديثِ عَنْ فَنِّ الخَطِّ العَرَبيِّ بَرَزَ مُؤَخَّرًا أَحَدُ فَنَّانِي الخَطِّ العَرَبيِّ المُتَمَيِّزينَ الأُسْتاذُ فَهْدِ عِوَضِ القَحْطاني اَلَّذِي ابَّدِعَ بِخَطِّهِ وَدَمْجِ احِّساسِهِ بِمَا يَنْثُرُ شَغَفًا، شَارَكَ فِي العَديدِ مِنْ المُسَابَقَاتِ والْمَعارِضِ مِنْهَا مَعْرِضُ وَفاءٍ اَلَّذِي أُقيمَ تَقْدِيرًا لِصَاحِبِ السُّموِّ المَلَكيِّ الأَميرِ مَنْصورِ بْنِ مُقَرَّنِ بْنِ عَبْدالَعْزيزِ رَحْمَةِ اللَّهِ فِي مَدينَةِ أَبْهَا، وَمَعْرِضُ خَطٍّ مِنْ تُراثِنا اَلَّذِي أُقيمَ فِي مَدينَةِ جُدَّةَ وَفَازَ مِنْ أَفْضَلِ سِتِّينَ مُتَسابِقٍ مِنْ ضِمْنِ مِئَتَيْ فَنّانٍ وَفَنّانَةٍ عَلَى شَرَفِ صاحِبِ السُّموِّ المَلَكيِّ الأَميرِ خالِدِ الفَيْصَلِ، كَمَا اَنْهُ عُضْوٌ فِي جَمْعيَّةِ الثَّقافَةِ والْفُنونِ والمِفْتاحَةِ فِي مَدينَةِ أَبْهَا، بَدَأَ حُبُّهُ وَشَغَفَهُ لِفَنِّ الخَطِّ العَرَبيِّ مُنْذُ اَوَّلِ مَا تَعْلَمَ مسْكَةَ القَلَمِ كَانَ يَتُوقُ لِحِصَّةِ مادَّةِ الخَطِّ العَرَبيِّ مِنْ شِدَّةِ حُبِّهِ لِهَذَا الفَنِّ، بَدَأَ يُمارِسُ خَطَّ الرُّقْعَةِ والنُّسَخِ وَأَخَذَ يَتَعَمَّقُ فِي بَحْرِ خُطوطِ اللُّغَةِ العَرَبيَّةِ البَديعَةِ حَتَّى أَصْبَحَ الآنَ مُتْقَنٌ لِخَمْسَةِ أَنْواعٍ من الخط كَمَا اَنْهُ يَنْدَرِجُ مِنْ كُلِّ نَوْعِ خَطِّ عِدَّةِ أَشْكالٍ .

وبِالرَّغْمِ مِنْ عَمَلِهِ كَمَصْرِفيٍّ إِلَّا انَ ذَلِكَ لَمْ يَعوقْهُ فِي تَنْميَةِ مَوْهِبَةِ الخَطِّ بَلْ تَمَكَّنُ مِنْ اسْتِغْلالِ اوّقاتِ الفَراغِ وَلَوْ لِدَقائِقَ فِي مُمارَسَةِ الخَطِّ بِشَكْلٍ يَوْمِيٍّ لِيَحْتَرِفَ الخَطَّ بِأَنْواعٍه، مَرَّ الفَنّانُ فَهْدٌ بِفَتْرَةٍ مِنْ الفُتورِ وَلَكِنْ لِوُجُودِ الشَّغَفِ وَحُبِّهِ لِمَوْهِبَتِهِ عَادَ وَتَعَلَّمَ بِشَكْلٍ كَثيفٍ حَتَّى أَصْبَحَ الآنَ أَحَدَ سُفَراءِ الفَنّ فِي الوَطَنِ العَرَبيِّ.

 

About إدارة النشر

Check Also

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.