نزار العلي ـ جدة:
اتفق المشاركون في ندوة “أدب اليافعين: أغنية الآتي من نفق الحاضر”، التي أقيمت ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض جدة للكتاب 2022، على ندرة المؤلفات الموجهة إلى هذه الفئة العمرية، الممتدة بين الحادية عشرة والخامسة عشرة ربيعًا، مقرين بصعوبة الكتابة إلى هذه الفئة، بما تتطلبه من مهارات، ومعرفة باهتماماتها، المتغيرة، جيلاً بعد جيل.
واستضافت الندوة التي أدارتها الدكتورة منى المالكي، كل من الشاعر والناقد اللبناني عبده وازن، والأديبة والمخرجة الوثائقية، الدكتورة عفاف طبالة، ورئيسة المجلس الإماراتي لأدب اليافعين مروة العقروبي. حيث استهلها اللبناني “وازن” قائلاً: “يصنف هذا الأدب بأنه خاص لسن 11 حتى 15 سنة، وهذا الأدب قليل الاهتمام في البلدان العربية، ولابد من الاهتمام به من الوزارات والمؤسسات التربوية؛ فأدب الطفل متطور، وقد قدمت رواية لليافعين حققت بها جائزة الشيخ محمد بن راشد، وكانت قصة حقيقية ليافع كفيف قابلته وتأثرت به وكتبتها بطريقة برايل، ليتمكن المكفوفون من قراءتها، كما ترجمت ولله الحمد لعدة لغات”. منتقداً ضعف القراءة في المشهد العربي، بالإشارة إلى أن الفتيان في فرنسا يقرؤون روايتين كل أسبوع، ويختارون الروايات بأنفسهم.
وبدورها أوضحت د. عفاف طبالة، أن مراحل الطفل العمرية متعددة، وفي كل مرحلة يحتاج إلى ما يناسب سنه، مضيفة: “ولله الحمد قدمت ثلاث قصص للأطفال تم رفضها في البداية، وبعدها حققت نجاحات وقبولاً، وعندما يكون لدينا جيل من اليافعين يقرؤون سوف تكون لدينا كتب مميزة رغم أن بعضهم قد يجد صعوبة في فهم اللغة العربية الفصحى”.
فيما تناولت “العقروبي” خلال حديثها، التجربة الإماراتية في تأسيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والذي ترأسه الشيخة بدور القاسمي، مشيرةً إلى أن هذا المجلس خصص جائزة قيمتها مليون درهم لأفضل كتاب لليافعين، وهذا جعل الإقبال على تقديم كتب اليافعين كبيرًا من قبل دور النشر العربية، وحتى الأجنبية، وفي بداية انطلاق الجائزة كانت الكتب موجهة للأطفال؛ ولكن بعد فترة أصبحت الكتب موجهة لليافعين، مؤكدةً أن الكتابة لليافعين صعبة وتحتاج إلى مهارات خاصة.
وختمت رئيسة المجلس الإماراتي لأدب اليافعين حديثها قائلة: “نحن شعب يحب القراءة، وهناك نماذج رائعة، وجائزة تحدي القراءة حققت نجاحات كبيرة، وكذلك بعض البرامج الخاصة بالقراءة في المملكة العربية السعودية، حيث تحظى باهتمام وإقبال كبيرين”.