جدة – عبد الله الينبعاوي
قليلة هي الشخصيات التي تجمع بين التشكيل والكتابة بفنونها المختلفة، والعثور على مثل هذه الشخصيات يمثل فرصة نادرة تستحق الحفاوة وتسليط الضوء، وهذا ما شهدته الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض جدة للكتاب،، مساء اليوم، من خلال ندوة بعنوان “إنهم يكتبون ويرسمون في العلاقة بين القلم والريشة”، شاركت فيها التشكيلية والكاتبة هناء حجازي، بجانب الفنانة التشكيلية والشاعرة حميدة السنان، فيما أدارها الأستاذ فايز الغامدي، الذي ابتدر الحديث معرّفًا بالضيفتين، من خلال سيرتهما الذاتية، وأبرز منجزيهما الفني والكتابي، مفسحًا المجال من ثم للفنانة والشاعرة حميدة السنان، التي قالت: نشأت في بيت أدبي، فيه من كان يلوّن، وهناك من يكتب.. فكانت اوّل لوحاتي وأنا في عمر الخامسة؛ حيث رسمت عصفورًا لا زلت أذكر تفاصيله جيدًا في ذاكرتي، وكانت تلك بدايتي مع الرسم، الذي عشت معه، لأن والدتي كانت ترسم على الجدران، وهذا العشق والتوجه للرسم قادني للفوز بجائزة ارامكو في الرسم، وكان عمري وقتها تسع سنوات.
وتتابع السنان مضيفة: من واقع تجربتي أرى أن الأجواء التي يعيشها الرسام والشاعر واحدة، وهذه المشاعر تأتي من خلال القصة أو الشعر أو الموسيقى أو الرسم، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك مشاعر قد تسعفني في الشعر ولا تسعفني في الرسم.
وختمت السنان حديثه بإلقاء مجموعة من قصائدها، التي تفاعل معها الحضور.
اما الدكتورة هناء حجازي فقدمت في بداية حديثها الشكر لوزارة الثقافة وهيئة الأدب والنشر والترجمة على هذا المعرض والحراك الثقافي المصاحب له، ثم شرعت تستدعي ذاكرتها حول بداياتها قائلة: لا أعلم ما كانت ممارستي الأولى؛ أكانت الكتابة أم الرسم؛ لكني أذكر أني كنت أقدم فقرات في الإذاعة المدرسية بشكل مختلف عن بقية الطالبات اللواتي كن يقدمنها بشكل تقليدي، وهذا أبهر المعلمات والطالبات، كما كانت المرسامة رفيقتي، فكنت أرسم في أي مكان أجلس فيه أو عليه من ماصات وغيرها.
وتمضي هناء محاولة إيضاح الفرق بين الرسم والكتابة بقولها: إن الإنسان اختزل الفنون التشكيلية لتوصيل أفكاره ومشاعره وعواطفه، والكتابة نوع من الفنون والحالة الشعورية لدى الفنان، قد تصل بالفن والشعر، وقد تعرضت لموقف ولم أستطع أن أعبر عن هذا الموقف بالكتابة، فعبرت عنه بالرسم، وأنا شغوفه بالكتابة والرسم، لكني أيضًا أحس أن ما أكتبه أجده أمامي في مشهد مرسوم بخيالي، وهذا واضح في رواياتي وقصصي.
وعن الرسم تقول: معرضي كان عبارة عن لوحات بورتريه بشكل غير تقليدي، وأحاول أن أصور الجمال بحيث تكون سهلة وبسيطة وتصل إلى قلب المشاهد مباشرة، كما هو الحال في قصصي.
الأمسية شهدت تفاعلاً كبيرًا ومداخلات عديدة أثرت محتواها.
شاهد أيضاً
العروض المسرحية تتواصل بمهرجان مسرح الطفل فى دورته الثانية
ريم العبدلي -ليبيا تتواصل العروض المسرحية على خشبة المسرح الشعبي بمهرجان مسرح الطفل فى دورته …