القاهرة / د لبنى شتا
أطلقت السيدة / نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي برنامج الوقاية من المخدرات والذى سيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في 6 آلاف مدرسة على مستوى الجمهورية بمشاركة 1000 شاب وفتاة من المتطوعين لدى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي .
وصرحت السيدة /نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي،بأن المؤسسات التعليمية كانت وستظل أحد أهم روافد بناء وتشكيل الوعي والاتجاهات للأطفال والنشء تجاه مختلف القضايا؛ لاسيما الاجتماعية منها، وتُعد المدرسة مع الأسرة والإعلام أهم الأطراف الفاعلة في مواجهة قضية تعاطي وإدمان المواد المخدرة ونسعى بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم الى تنفيذ برامج وقائية مستدامة داخل المؤسسات التعليمية، برامج تتسم بالفعالية وتستند إلي الأدلة العلمية (Evidence Based) وتخضع للتقييم والتقويم المستمرين، وهو المنهج الذي يتبناه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي الذي أصبح بيتاً للخبرة لكل دول المنطقة.
وأضافت وزيرة التضامن الاجتماعي ، انه تم تطوير أدلة وبرامج العمل بالمدارس لتتواكب مع كافة التغيرات التي طرأت علي قضية تعاطي وإدمان المواد المخدرة، التي تعتمد علي حزمة مُتكاملة من الأدوات الوقائية التي تنتهج الأساليب التفاعلية والنماذج الأدبية والفنية والرياضية لتناسب كل الشرائح المستهدفة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة؛ وخلال شهر نوفمبر الماضي تم تنظيم 8 معسكرات تدريبية بمشاركة 1000 شاب وفتاة من المتطوعين لدى صندوق مكافحة الإدمان من مختلف المحافظات، وقد خاض جميع المتطوعين بعد تدريبهم اختبارات مُتكاملة لتقييم الجوانب المهارية والمعرفية من خلال لجنة من الخبراء والمُتخصصين؛ وذلك لاعتمادهم كمدربين مؤهلين لتطبيق برامج الوقاية بالمدارس في نموذج مُتكامل لتمكين الشباب من المُشاركة المجتمعية الفعالة والمؤثرة المبنية علي منهج علمي رصين.
وأوضحت “القباج ” انه بجانب تنفيذ الأنشطة التوعية لحماية الطلاب من الوقوق في براثن الإدمان يعكف حالياً خبراء صندوق مكافحة الإدمان مع مستشاري مركز تطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم علي تطوير المناهج التعليمية وتضمينها رسائل الوقاية من المخدرات، وهي خطوة في غاية الأهمية لضمان تعميم واستدامة رسائل التوعية وتحديثها لتتواكب مع كافة المتغيرات التي طرأت علي قضية المخدرات، لاسيما وأن آخر تحديث تم علي المناهج لتناول قضية المخدرات يرجع إلي عام 2014 ،ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي رسالة للمتطوعين “كل عام وأنت مستمرون في عطائكم وتفانيكم في حب الوطن، كل عام وأنتم فخر لوزارة التضامن الاجتماعي؛ والثروة الغالية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وقاطرة التغيير في كافة برامجه ”
كما شهدت وزيرة التضامن الاجتماعي معرض المحاكاة للأنشطة الوقائية التي سيتم تنفيذها في المدارس من خلال 1000 شاب وفتاة من المتطوعين لدى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي من إجمالي 32 الف متطوع لدى الصندوق ويعد معرض المحاكاة نموذجاً لثراء أدوات البرامج التوعوية ، حيث تتضمن مواد إعلامية وتعليمية مرئية، وأعمال مسرحية ونماذج فنية متكاملة، وفعاليات رياضية تشمل رسائل الوقاية والتوعية، وأيضاً مسرح عرائس مُخصص لتوعية أطفالنا في المرحلة الابتدائية.
وفي كلمة الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية للمناهج، نقل تحية الدكتور الوزير للسادة الحضور، معربًا عن سعادته بمشاركة الوزارة هذا الحدث الهام، اليوم، والاحتفال باليوم العالمي للمتطوع، وتقدم لكل المتطوعين بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان نظير ما يبذلونه من جهد لتقديم الدعم والمساعدة لأبناء الوطن دونما مقابل، وعن سعادته أيضًا بالمشاركة في تدشين برنامج الوقاية من المخدرات في المدارس تحت رعاية السيدة الفاضلة وزيرة التضامن الاجتماعي وبجهد متميز من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وشباب المتطوعين.
وقال: “إن العمل التطوعي يعد من أهم الوسائل التي تستعين بها الدول لتحقيق نهضة على الأصعدة كافة وفي شتى المجالات، وعلى قدر تحضر الأمة يكون إسهام أفرادها في الأعمال التطوعية، وتقديرًا من الأمم المتحدة للعمل التطوعي فقد خصصت يوم الخامس من ديسمبر من كل عام للاحتفال بالعمل التطوعي، مؤكدا على أهمية نشر ثقافة العمل التطوعي وما يستند إليه من قيم الرحمة والمشاركة والإنصاف والتضامن والتعاطف واحترام الآخرين، والإشادة والاعتزاز بالأعمال التطوعية التي يقوم بها المتطوعون والتي تسهم في حل المشكلات التي تواجه الدولة وتعمل على تحقيق التنمية والتقدم للأمم ونشر روح المحبة والسلام في العالم”.
وأشار إلى أن هذا الاحتفال له أهمية كبيرة لأنه سيشهد تدشين لنموذج جيد من المشاركات التطوعية، حيث يشارك في برنامج الوقاية من المخدرات بالمدارس نحو ۱۰۰۰ شاب من خيرة أبناء مصر ممثلين لمحافظات مصر، مشيرا إلى أن التدخين وتعاطى المخدرات من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات خاصة في ظل التقدم السريع في وسائل التواصل والتأثر بالتيارات المختلفة التي قد ينجرف خلفها الشباب ويقعون في فخ الإدمان؛ لذا كان من الأهمية مشاركة الجميع في مواجهة هذه الظاهرة، فلن تستطيع الدولة ولا القوانين وحدها القضاء عليها ولكن بتضافر كافة الجهود وتنوعها يمكننا القضاء عليها.
وأضاف أن وزارة التربية والتعليم تعمل بالشراكة مع كل أجهزة الدولة على توعية الطلاب بالقضايا والموضوعات التي تؤثر على أمنهم وسلامتهم بَدَنِيًّا وَنَفْسِيًّا مثل التدخين والإدمان، ويبدأ ذلك في المراحل الأولى لتعلمهم بدءًا من رياض الأطفال بتقديم الإرشادات التي تجعلهم يحافظون على صحتهم وتجنب كل ما يمكن أن يؤثر عليها واتباع كل ما يمكن أن يسهم في الحفاظ عليها، وتستمر المعالجات حسب المرحلة العمرية بمناقشة هذه القضايا من كافة الجوانب حتى يصل المتعلم إلى قناعة بخطورة التدخين والمخدرات وأثرها على صحة الفرد وسلامة المجتمع وتترجم قناعاته عَمَلِيًّا بعد ذلك في التوعية بخطورة التدخين والمخدرات وهذا ما يسمى بانتقال أثر التعلم، ويتم هذا كله عبر المناهج الدراسية والأنشطة الصفية المتنوعة التي تخاطب كل أنماط المتعلمين وكذلك الأنشطة اللاصفية من ندوات ومحاضرات ولقاءات ومسابقات وكتيبات والتركيز على دور الأسرة في الاكتشاف المبكر للتعاطي وكيفية التوصل مع الخط الساخن ١٦٠٢٣ لعلاج الإدمان في سرية تامة.
وفي ختام كلمته، تقدم بالشكر والتقدير لوزيرة التضامن وإدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي على التعاون من أجل النهوض بالمجتمع ومحاربة كل ما من شأنه التأثير عليه بَدَنِيًّا وَنَفْسِيًّا، والشكر لشباب مصر الواعي والمؤمن بأهمية التعاون مع الدولة من أجل توعية طلاب المدارس بخطورة المخدرات وكيفية تجنبها.