بعد المعرض الثنائي .. محاور” يحاور الأمكنة ويؤنسها بتآلف رهيف من شغفه

الدمام _ فتحيه عبدالله

يعتبر الفن التشكيلي بكل خصائصه الجمالية وأبعاده التقنية والفلسفية معبر نحو حدائق خلود أخرى ، وقد يُستشف فجرها بحكم الحضور الآني وهيمنته الواقعية إلا إنه مسارٌ وطريقٌ نحو فكرة الأجمل والأبعد نجماً، وبذلك استقرت حضارات سادت وعرفت عبر ثقافاتها وايقوناتها ولغاتها الفنية من زخرفة ومعمار وخطوط ورسومات وموسيقى وأزياء ء وحتى عبر الفنون المنفعية للحياة والاحتياجات اليومية

ونحن هنا عبر ثنائية إصرار انثوي رهيف الملامح يتحدى عبر ريشته لغة الصمت ويتوجها اصراراً وتحدي.
فنانتان وضعتا لهما مساراً جمالياً واسماً لامعًا في سماء التشكيل حتى تعملق بهما صرح الجمال وتهادى عنفواناً بتفانيهم واخلاصهم للريشة واللون والفكر الجمالي
من هذا المنطلق احتضنت مواخراً صالة علوي الخباز بمقر جمعية سرطان الثدي بالقطيف معرض ثنائي لهما وتحت مسمى ” محاور” والذي أقيم وافتتح مؤخرا.
وربما تباعدت التقنيات والفلسفات بينهما إلا أن ما جمع كلتاهما هدفاً واضح التجلي وهو الإصرار على تعميق التجربة وعرضها على أكبر شريحة اجتماعية.
ويتضح ذلك لدى الفنانة المتألقة والمثابرة مهدية الطالب فهي تستحضر المساحات الكبيرة جداً “جداريات” مؤكدة بهذا على تحدى المكان وتوظيف اكبر حيز فنى ممكن منه وعبر معالجات وتداخلات تقنية تعزز فكرة الدردشات والصداقات النسائية المنسية داخل أروقة الجدار وهي بذلك تؤنسن المساحات وكيفما شاء لها البوح واتفق معها لحظة بلحظة .
وربما ساعدنا التصوير الفوتوغرافي كمتلقين وجمهور متذوقي للتشكيل وغيره على تفهم تقنيات الكولاج في استشفاف حالة معينة لدى الفنانة إيمان الجشي حتى أننا نراها على يقين في مجموعتها المعدة بقالب المحراب وسيكولوجيا التاريخ الجمعي في مظاهره وتحولاته نحو الأبقى كرمز من حكايات الأقمشة المحمومة بالتجليات المناسباتية ومعالجات الأخشاب وتصميم التداخل والجمع بين ما يخدم مواضيعها المقترحة من الحنين الجمعي والاجتماعي في صوره
ونلاحظ تناولها لفنون الحرف العربي بأبعاده وجماليات أدائه وطرح المعالجات البعيدة كل البعد عن المساس بالحد الفاصل للتشخيص المناهض لفنون عرض الصورة الفنية والمعدة على سبيل الاحتراف والتداخل والامتزاج ،
وتبدو أعمالها التي تعمدت الجشي تركها بدون عناوين أو أسماء مكمن شوق عاطفي ديني يسطره الحرف العربي ويفسره بخور التراتيل وأهازيج الانصهار أمام حضرة الحنين للأولياء والصالحين ولعل استخدامها لفن الكولاج والاستعانة بالشق الواقعي والتصويري والقدرة على تقديم ما هو جذري في حاضنة مجتمعا لهو دليل انتماء وولاء أيضا لدى الفنانة الجشي.

About إدارة النشر

Check Also

“نطقت الرمال فتحرك الصوت” .. جلسة حوارية بجامعة جدة

عبدالله الينبعاوي _ جدة استضافت جامعة جدة أمس الثلاثاء ، الجلسة الحوارية التي نظتمها هيئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.