المرأة السعودية في زمن الرؤية

بقلم / الدكتورة أشواق بنت صالح الجابري*

قال عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز “إن رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمة طموحة، وتعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا. وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر”. فما أروعه من أمير ملهم ومفكر عبقري وذكي زرع الأمل فينا ووثق بنا وحول بلادنا الحبيبة إلى مصاف دول العالم في جميع المجالات والاتجاهات .
استطاعت المرأة السعودية اليوم أن تجعل العالم يقف صامتاً بإعجاب أمام حضورها اللامع محلياً وإقليمياً ودولياً، وإن إيمان حكومتنا الرشيدة بالمرأة السعودية وقيمتها ودورها كشريك فعّال في تنمية الوطن أسوة بالرجل ،هو إيمان مترسخ منذ عهد المؤسس -رحمه الله- والذي توارثه أبناؤه من بعده. فتمكين المرأة ليس اعترافا بوجود كينونتها فقط ،بل هو أيضاً أساس في اكتمال إصلاح المجتمعات، وهذا ما فطنت إليه رؤية 2030 التي نقلتها إلى أُفق جديدة من التمكين بضمان تلك الرؤية التي أسست للمرأة عهداً يؤمن بدورها ليس على مستوى المشاركة فقط بل على صناعة فعل التغيير وخطابه.
فقد شرعت حكومتنا الرشيدة في عمل إصلاحاتٍ هيكلية، وتشريعية، واجتماعية، وثقافية، ومؤسسية. تتماشى مع روحِ خطةِ الرؤية المباركة تعكس رغم التحديات، تطلعات جريئةً. فالرؤية كرست للمرأة دعامة أساسيةً للمجتمعِ والاقتصاد، وتمكنها من رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى حوالي 30 %.
ومع التقدم الذي تحققه برامج التنمية السعودية في إطار “رؤية 2030” التي تضمنت في بنودها الرئيسية مبدأ تمكين المرأة السعودية في سوق العمل بوصفها تمثل أكثر من 50% من إجمالي عدد الخريجين الجامعيين، بات دخول المرأة إلى سوق العمل يمثّل ظاهرة لافتة من حيث الكم لأعداد النساء اللواتي انخرطن بشكل مباشر وسريع في السوق، بعد سنوات طويلة من قَصر مجالات عمل المرأة في السوق السعودية بقطاعيها العام والخاص، على مجالات معينة. وأصبح الفارق النسبي الكبير بين نسبة الموظفين الذكور إلى الإناث يضيق بشكل متصاعد خلال السنوات الأخيرة، والسبب هو النية الصريحة في “رؤية 2030” وبرنامج التحول الوطني على وجه الخصوص، في تمكين المرأة وتسريع اندماجها في مجالات كثيرة داخل سوق العمل السعودية. وأصبحت المرأة السعودية اليوم تعمل في كثير من القطاعات التي كانت مقصورة على الذكور، وأثبتت نتائج رائعة في خفض نسبة البطالة ورفع مستوى مشاركة المرأة، وتعزيز المنافسة بين الباحثين عن العمل، وتنشيط جهود كثير من القطاعات الحيوية وزيادة إنتاجيتها، التي انعكست على الناتج المحلي الوطني وكان لها تأثير لا يخفى . فكل يوم تزداد إنتاجية المرأة السعودية في الأعمال اليومية، مما انعكس على العنصر الشبابي الذي بات يشعر بقوة المنافسة، والنتيجة تنعكس على الموارد اليومية والإنتاج.
أن مفهوم تمكين المرأة يكتسب أهميته من جانبين، الأول يتعلق بـالرؤية الرائدة 2030 التي أسهمت برامجها ومبادراتها في تذليل العقبات أمام المرأة، وأتاحت لها فرص المشاركة في سوق العمل بصورة أكبر ،
وليعلم الجميع أن تمكين المرأة لا يقف عند توظيفها فقط، وإنما يتجاوزه إلى منحها الثقة، وإعطائها المسؤوليات والصلاحيات اللازمة، ليس من قبيل التعاطف معها لأنها أنثى، وإنما من باب الإدراك التام أنها شريك جنبا إلى جنب مع الرجل في الإدارة والبناء والتنمية .
وقد عكست الرؤية نظرة بعيدة للمرأة السعودية ودورها القيادي في المجتمع ومنحتها أدوارا تنموية فعالة لتحقيق نجاحات كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي، لنجد بذلك المرأة السعودية اليوم شريكا حقيقيا في التنمية والقيادة.
وها هي المرأة السعودية تعيش نهضة تنموية حقيقية مكنتها من أن تعيش حياة جادة لا ، حياة منتجة حياة سعيدة.
كل الشكر لقيادتنا الحكيمة المنصفة.
كل الشكر لراعي الرؤية الأمير الملهم والعبقري.

• سيدة أعمال سعودية
• رئيس مجلس إدارة مجموعة أشواق الجابري للتجارة

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.