أميرة المغامسي
سلامٌ داخلي ،سكينةٌ وراحة بالٍ ؛غاياتٌ نلتمس الوصول إليها، بها يستطيع المرء أن يتكيف مع كل أموره الحياتية (خيرًا وشرًا) وتجعله أكثر استقرارًا وهدوءًا أمام العراقيل والأزمات التي يمر بها. سينعم بسعادة تهذبه وتبعده عن اليأس والعبوس فلا يعتليه إلا شعور الرضا والأمن النفسي “…إن أمر المؤمن كله خير ..””إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له..”.فالمؤمن صانع لسعادته بقناعته وتكيفه مع كل تقلباته الداخلية ،وعلميًا حفّز هرمون كيميائي يسمى “السيروتونين” يطلق عليه “هرمون السعادة” التي لم تنبثق من فراغ بل قدرته في السيطرة على أفكاره ومشاعره السلبية، فما فقد الأمل وما كان حبيسًا لتلك المشاعر القاتلة التي قد تكاد أن توصله للاكتئاب والاضطراب النفسي.
هذا الهرمون يحفّزه العطاء والقناعة والرضا ، فيكافئه ليعزز ثقته بنفسه، ويجعله بحالة استقرارٍ، ونفسيةٍ هادئة،ماكان بضغطة زرٍ، إنما بروح التفاؤل والأمل والإنجاز لأعمال الخير، والتواصل البناء وتقبل الآخر.
وهناك هرمون آخر للسعادة يسمى “الدوبامين” يرتبط بالماديات، لذلك هو قصير التأثير، كشراء الجولات والسيارات الفارهة، والملابس والمقتنيات وماشابه ذلك، فهو يعطيه إحساس المتعة لا السعادة ، فأعصابه دائمًا مستثارة ، وفي تأزمٍ إلى أن تحصل الغاية ، وقد يصاب بالملل ؛لكثرة التعود عليها فيفتش عن غيرها، فهي تعطيه متعة تعتمد على الأخذ لا العطاء ،فهل هذا يعني أن لا نبحث عن المتعة ؟ نقول لا . بل تحتاجها النفس، لكن لاتكن محور الاهتمام حد المبالغة والإدمان، فتصبح هي المستثيرة لسعادتك ، وقد قيل(كلما زادت المتعة قلت السعادة).
لذلك تحفيز “الدوبامين” مكلف، عكس “السيروتونين” سهل بأقل الأشياء ، لكن أثرها كبير على النفس وعلى جودة الحياة.