اختتام فعاليات “الشرقية تُبدع” بتحديد الصورة الذهنية للمنطقة الشرقية كوجهة إبداعية مستدامة

الظهران- فتحيه عبدالله

أبانت جلسة حوارية بعنوان “الشراكات المجتمعية والإبداع”، في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) أن المنطقة الشرقية شكّلت الصورة الذهنية لها واتخذت طابع الإبداع المستدام عبر مبادرة “الشرقية تُبدع” التي أطلقها المركز منذ 3 أعوام، وجاء ذلك بالحفل الختامي للمبادرة بحضور أكثر من 850 شخصًا وشارك بها أكثر من 300 جهة من القطاعين العام والخاص وغير الربحي بمعدل 540 فعالية داخل مدن ومحافظات المنطقة الشرقية.
نموذج فريد
واستهل الحفل بكلمة المشرف العام لمبادرة “الشرقية تُبدع” ورئيسة قسم التواصل في “إثراء” هديل العيسى، وسط حضور أكثر من 850 شخصًا، أشارت خلالها إلى أن مجتمعات المبدعين عادةً تحتاج إلى منصة تقدم لهم الفرص وأوجه التعاون من خلال الدعم كفئات أو أفراد، فحرصنا أن تكون المبادرة هي المنصة التي يمتد من خلالها الإبداع”، مشيرةً إلى مستقبل المبادرة الذي يلوّح بالأفق حول ترسيخ الفكرة ونموها في الأعوام المقبلة؛ لتصبح المنطقة الشرقية و”الشرقية تُبدع “نموذجًا فريدًا لموسم مستدام من قبل المجتمع باختلاف أفراده وقطاعاته بشكل سنوي ينعكس على المنطقة ككل، يلتمسه أهلها و زوّارها من منطلق شراكات مجتمعية ومواطنة نحو اقتصاد إبداعي، وذلك لما حظيت به من رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبد العزيز- حفظه الله-
ممكّنات الإبداع
فيما تخلل الجلسة الحوارية التي ضمت قيادين ومختصين في مجال الشراكات والمسؤولية الاجتماعية، الكشف عن ممكّنات الإبداع ومكوناته، الذي جعل من المنطقة الشرقية أول مدينة إبداعية على مستوى المملكة بتحالف الشركاء وتضافر الجهود تحت مظلة واحدة، إذ وصف رئيس قسم التواصل والتسويق في مركز “إثراء” يوسف المطيري ماهية مستقبل الإبداع بأنه قائم على أبعاد فردية حكومية واقتصادية مردفًا “بوابة الاقتصاد الإبداعي هي الاستدامة، وعبر مبادرة “الشرقية تُبدع” وهي مفتاح للعمل الإستراتيجي، سطع مفهوم العمل الاجتماعي؛ ليكشف واقع ثري بالإبداع لاسيما أنها حققت نتائج ملموسة لهذا العام إذ ارتفعت نسبة الشراكات 30% وعدد البرامج بنسبة 60% مقارنة مع العام الماضي” فالاستدامة هي عنوان الإبداع لاسيما أن القطاع الإبداعي نسبة نموه وفقًا لمنظمة اليونيسكو ما يقارب29% ومساهمته في خفض البطالة بنسبة 26% مما يحسّن دخل الفرد بنسبة 24% فجميع هذه الأرقام تعود لما للاقتصاد الإبداعي من تركيز على رأس المال البشري والنظر للفرد كداعم للاقتصاد.
مؤشرات الإبداع
أما الدكتور سعيد العمودي (مختص في المدن الإبداعية في جامعة سانفورد – بريطانيا) استند في حديثه على سرد أبرز مؤشرات القيم الإبداعية وكيفية ربط الصورة الذهنية للمدن الإبداعية التي تمكّنت منها المنطقة الشرقية عبر المبادرة، لاسيما أن الأنظمة الداخلية للمدن هي أسس يقام عليها أعمدة الإبداع عبر ضخ سيل من الخدمات والأنشطة الذي حددتها منظمة اليونيسكو بانها 13 نوع، وفي العودة إلى المسؤول الأول عن الإبداع ندرك ونثق تمامًا أن سكان كل مدينة هم المسؤول الأول عن بث الإبداع وضم الأفكار تحت مظلة واحدة، وهذا ما حققته مبادرة “الشرقية تُبدع” الذي رعاها أمير المنطقة هذا العام، مما يضاعف النظرة الإيجابية لمستقبل الصناعات الإبداعية الذي تقوم عليها اقتصادات دول كبرى تنعكس على ناتجها المحلي ومؤشر أداءها العام المرتبط بمفهوم “جودة الحياة”.
توأمة مستدامة
المدير التنفيذي لمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية (أبصر) نوف المعجل، أوضحت بأن توأمة المسؤولية الاجتماعية والإبداع أمرًا حتميًا فالمسؤولية الاجتماعية في المجمل هي تطور وتنمية للمكان والإنسان وليس هناك أفضل من الإبداع كوسيلة لنقل قيم وأهداف المسؤولية الاجتماعية، باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، وما يمكننا الإشارة إليه بأن منظمة اليونيسكو لا تسجل مدينة إبداعية إلا بشرط تحقق التفاعل المجتمعي الناتج عن الحوار والشمولية والتوثيق، ما يفرز مدن مرنة تتطلع لمستقبل أفضل في ظل ممكّنات و دوافع تسهم في دعم الأعمال الإبداعية.
أولوية الاستثمار
وموازاةً لذلك، أدلت خبيرة الاستدامة والمتخصصة في مجال المسؤولية الاجتماعية أماني الشعلان، بالدور الذي يقدمه القطاع الخاص لدعم الموارد البشرية، قائلة :” هناك أربعة دوافع للمسؤولية الاجتماعية أهمها ما ينعكس إيجابًا على عمل الشركات وعلى سمعتها، ولطالما نشجعها على أن تخوض غمار هذا الدافع عبر الإفصاح عن مدى تطبيق الاستدامة في مشاريعها الاجتماعية ومبادراتها وبرامجها، إلى جانب البحث عمّا يعزز روافد الإبداع، فالشركات أمام فرصة كبيرة من ناحية المسؤولية الاجتماعية، إضافة الى أساليب التسويق المتقدم، لذا يجب علينا الشروع بفتح مسارات للشباب والمبدعين وإعطاء أولوية الاستثمار لأجلهم”.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

المياه الوطنية” تخصص دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات على موقعها الرسمي

روافد ـ متابعات خصصت شركة المياه الوطنية صفحة إلكترونية على موقعها الرسمي تعد دليلًا إرشاديًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.