في اليوم العالمي للتسامح ” صافح وسامح”

بقلم الكاتبة / د. وسيلة محمود الحلبي*

التسامح قيمة دينية وإنسانية وحضارية عظيمة تنبثق من روح الرحمة التي وسعت الإنسانية بأسرها لتعيش في تناغم وتناسق وسلام. واليوم العالمي للتسامح هو أحد المناسبات العالمية التي تحتفي بها دول العالم في السادس عشر من شهر نوفمبر من كل عام ، ولقد تم تأكيد مبادئ التسامح بناء على القرار الذي اعتمدته الدول الأعضاء في المؤتمر العام لليونسكو المنعقد بتاريخ 16 نوفمبر 1995م. وهذا اليوم هو بمثابة تذكير لكل واحد منا بأنه يمكننا مع تحقيق السلام والسعادة في هذا العالم من خلال كوننا أكثر تسامحا ، فقد أصبح العالم قرية صغيرة نعيش فيها جنبا إلى جنب مع الأخرين دون حدود أو فواصل ، لذا يتوجب علينا التحلي بخلق التسامح لكي نستطيع مواصلة الطريق بأمان وسلام لنا ولأبنائنا. فالتسامح هو مفهوم إنساني ويتداخل مع حقوق الإنسان في كل الجوانب، مبينا أن المفهوم المُعاصر للتسامح يقوم على رُكن كرامة الإنسان ومراعاة حقوقه البشرية من غير تمييز، لذا فقد أتت كل الاتفاقيات العالمية لحقوق الإنسان لتُؤيّد هذا التلازم فلندع إلى التسامح والعمل به وترسيخ قيم وثقافات التسامح والاحترام والتآخي بين الجميع ونبذ جميع مظاهر الكراهية والتعصب.
نحن بحاجة ماسة للتسامح ونبذ الخلافات، وصناعة حوار حضاري مع الآخر، وتجاوز أي معوقات للتعايش معه، كما نحن بحاجة إلى إرساء شراكة حضارية إيجابية يعود خيرها على الجميع لنعيش في أمن وأمان وسلام. كذلك نحن بحاجة إلى إدراج مناهج تعليمية تغرس قيم التسامح بين أبناؤنا الطلاب والطالبات منذ سنوات تعليمهم الأولى، والعمل على تأصيل هذه الفضيلة التي أكدها الإسلام، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
ما أحوجنا للتسامح في جميع شؤون حياتنا حتى يتعايش الجميع بسلام ومحبة لتتشابك أيادينا لنشر المحبة، والمساواة، والعدالة، والتسامح وللتنوع الثقافي والإنساني في أرجاء المعمورة، التسامح من أساسيات ديننا الإسلامي الحنيف وديننا دين التسامح، والتسامح يجب أن يكون أسلوب حياة للمجتمع بكل أطيافه وفئاته، بدءا من الفرد نفسه وانتهاء بالمجتمع ككل ، والتسامح هو خلق الكرماء من الناس، لذا أمد يدي مسامحة ومصافحة جميع الأيادي التي أعرفها والتي لا أعرفها بهدف نشر التسامح بين أفراد المجتمعات المختلفة ، فاليوم تتصافح الأيدي وتصفوا النفوس وتزال الأحقاد من القلوب ، اليوم يوم الجميع للعودة لنقاء القلب وصفاء النفس ، للعودة إلى النوايا الحسنة وحب الاخرين مهما كانت جنسياتهم وأعراقهم .

• سفيرة الإعلام العربي
• سفيرة السلام العالمي
• مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.