أنمشي من أجل القطط.. لماذا لا؟!

بقلم: عبد القادر عوض رضوان*
تنطلق اليوم السبت 5 نوفمبر 2022م النسخة الثانية من مسيرة (كات ووك) -المشي من أجل القطط- التي أطلقتها العام الماضي مؤسسة (كاتموسفير) التي أسستها صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وشارك بها نحو 27 ألف شخص من 102 دولة، بهدف نشر الوعي بأهمية المحافظة على القطط البرية السبعة: (النمر والأسد والفهد واليغور والببر وأسد الجبال ونمر الثلج)، مع التركيز على النمر العربي، من خلال مسيرة تمتد لمسافة 7 كيلو مترات يتم من خلالها تعزيز الوعي بالارتباط الوثيق بين الحياة الإنسانية والكائنات الحية.. حيث تسعى المؤسسة الى تشجيع الجميع لاتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم الرفاهية الجماعية من خلال مبادراتها الهادفة الى تسليط الضوء على نقاط الالتقاء بين مبادئ الرفاه والصحة العامة والمحافظة على البيئة عبر الربط بين القطاعات والشراكات والمجتمع بطرق فعالة.
ولعلنا في سياق حراكات هذه المبادرة الحضارية نتوقف مع عدد من الدلالات التي حملتها، أولها: أن البيئة الصحية تعتبر حاجة ملحة لضمان الصحة البشرية، فحسب منظمة الصحة العالمية فإن 24% من الوفيات البشرية ترجع الى عوامل بيئية، في حين يتعرض ربع سكان العالم لمخاطر صحية بسبب عدم ممارستهم للنشاط البدني بصورة كافية في ظل تزايد أنماط الحياة غير النشطة.
وثانيها: إن ما تضمنته المبادرة من دعم الجهود الجماعية المحلية والدولية في المحافظة على النظم البيئية إنما يدخل في سياق مستهدفات تحقيق الاستدامة البيئية بكل ما يترتب على ذلك من تعزيز جودة الحياة وزيادة وعي أفراد المجتمع وتحفيزهم على الاضطلاع بأدوارهم المجتمعية التي تترك أثرها الإيجابي وتحقق قيمة مضافة للنموذج الحضاري التنموي، وهو ما يندرج ضمن الأهداف الحيوية التي حملتها الرؤية التنموية 2030.
إن هذه المبادرة الحضارية التي تحظى بدعم عدد من الشركاء العالميين كمنظمة (بانثيرا) واللجنة الأولمبية الدولية والأولمبياد الخاص ومنظمة السلام والرياضة والاتحاد الدولي للرياضة للجميع(تافيسا) وغوغل، إنما تجسد التطلع نحو مستقبل أفضل من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية بين الطبيعة التي تعتبر موئلاً للحياة الفطرية التي ينبغي الحفاظ عليها من خلال بث الوعي بين أبنائنا بأهمية هذه الممارسات بكل ما تحمله من دلالات تعزز مفاهيم التراحم والرفق بالحيوان، والحفاظ على البيئة والصحة العامة.
ويبقى الدور الأكبر على وزارة التعليم ووسائل الإعلام في نشر مستهدفات مثل هذه المبادرات الملهمة بين أبنائنا حتى تكون ثقافة أصيلة في مكوناتهم النفسية والعقلية، تنعكس على سلوكهم الجماعي لتعزز مفاهيم الولاء والانتماء بينهم حتى يكونوا لبنات صالحة في البناء التنموي.
ولعل جمعية البر بجدة ممثلة بنادي البر التطوعي كانت من أوائل الجمعيات المبادرة إلى توقيع الشراكات والتواصل مع الجهات ذات العلاقة للحفاظ على البيئة وتحقيق استدامتها وتهيئة سبل تنظيم بيئات صحية ملائمة للحيوانات السائبة، ودعم جهود فريق الرفق بالحيوان (رحماء) للتعامل مع القطط بطريقة حضارية تحافظ عليها وعلى البيئة العامة.
كما كانت الجمعية من المنظمات السباقة التي تواكبت جهودها البيئية مع المبادرة الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد، من خلال جهود المتطوعين والمتطوعات في مجال التشجير وتوزيع الشتلات في عدد من المواقع كمبادرة تشجير طريق الساحل المتجه من جدة الى الليث، ومبادرة تشجير المشاعر المقدسة، ثم أخيراً تشجير الواجهة البحرية على كورنيش جدة الشمالي تحت شعار (معاً نخضّرها) والتي شملت توزيع الشتلات على مرتادي الكورنيش وتحفيزهم على ممارسة رياضة المشي والحفاظ على الصحة العامة. ولتأتي فعاليات النسخة الثانية من مبادرة الجمعية على الكورنيش اليوم السبت متزامنة مع مسيرة (كات ووك)، بكل ما يحمله ذلك من تطلعات نبيلة نحو الحفاظ على البيئة وتعزيز الجهود الجماعية لتحقيق الوعي بأهمية التوازن البيئي .
ويبقى القول: إن مسيرة (المشي من أجل القطط) تحمل الكثير من دلالات التناغم الإنساني والصحي والبيئي، كما تحمل حزمة من الأبعاد الأخلاقية التي نغرس من خلالها معاني الرحمة والرفق بالحيوان بين أبنائنا، ونؤسس في دواخلهم لمفاهيم جديدة في طرق التعاطي مع الكائنات الحية في النظام البيئي، بما يرفع من درجات وعيهم بواجباتهم المجتمعية وينعكس بالإيجاب على صحتهم النفسية والسلوكية.
إذن فلتكن مشاركتنا اليوم جماعية، نغير من خلالها أنماط حياتنا وتفكيرنا، ونعزز الصحة الجسدية والعقلية لدينا ولدى أبنائنا.

*المستشار الإعلامي لجمعية البر بجدة

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.