عروبة وأصالة ولي العهد

الدكتور طلال بن سليمان الحربي

ربما تكون القمة الخليجية التي عقدت بمدينة العلا والنتائج التي تمخضت عنها أجمل خبر مفرح يتلقاه أي إنسان عربي مخلص في بداية العام الجديد، فقد أعادت هذه القمة والبيان الختامي الذي صدر عنها الأمل بعودة التضامن إلى البيت الخليجي الذي افتقدناه طوال أكثر من ثلاث سنوات.

لقد كانت هذه الأزمة مؤلمة بجميع المقاييس وخسارة للجميع وقد غذتها أطراف كثيرة لها أجنداتها الخاصة وغاياتها الخفية والعلنية التي لا تريد الخير لهذه المنطقة ومواطنيها.

لقد أنشئ مجلس التعاون الخليجي منذ أربعين عاما ليكون مظلة سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية جامعة للدول الأعضاء، لكنه لم يلب كل طموحات المواطنين وآمالهم في الوحدة والمصير المشترك نظرا لاعتبارات كثيرة يطول شرحها.

وجاءت الأزمة لتعمق من الفرقة والتشتت وقطيعة الأرحام والقربى في الوقت الذي تدق فيه إيران طبول الحرب التي ستخوضها، إن حدثت وهذا احتمال بعيد، على أرضنا الخليجية والعربية.

إن من أهم إنجازات هذه القمة أنها أعادت التأكيد على دور المملكة وثقلها المحوري الإقليمي والعربي والإسلامي والعالمي، الذي حاول البعض، وفشل، في تجاوزه والالتفاف عليه.

هذه المصالحة ما كانت لتحدث لولا الإرادة السياسية الحكيمة لقيادة المملكة التي رأت أن الوقت قد حان لوضع حد لهذه الأزمة التي لم يستفد منها إلا الانتهازيون وأعداء الأمة.

سوف يقال ويكتب الكثير عن هذه الأزمة والدروس المستفادة منها على جميع المستويات، لكن ما يهمني هو الموقف الراقي الذي عبر عنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند استقباله للأمير تميم وترحيبه به، بالتقليد العربي العريق الذي عودنا عليه ملوك آل سعود طوال أكثر من مئة عام.

لقد جاء الأمير تميم شخصيا لحضور القمة تقديرا للمملكة وقائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الذي استقبله عند وصوله مثلما تقضي التقاليد والأعراف العربية الأصيلة.

كان الأمير محمد بهذا التصرف الراقي، واصطحابه للأمير تميم بسيارته في جولة في معالم العلا الأثرية، يثبت أن دم الإخوة لا يمكن أن يكون ماء، وهو الذي أكده في كلمته الافتتاحية لأعمال القمة على الإخاء بين الشعوب حتى لو فرقتنا السياسة.

في العلا عقدت القمة الخليجية، ومن العلا والقمة كان ولي العهد يطل علينا بكل ألق وبهاء في هذا الزمن المعتم ويعلن عودة الحب الدافئ بين الإخوة ونرجو من الله أن يدوم هذا الحب.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

قناع الابتسامة

حمساء محمد القحطاني _ الافلاج تلك الضحكة التي أطلقها في وجه الحياة وتلك الابتسامة الهادئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.