بقلم الدكتور: معيض عطيه القرني
في بادرة هي الأولى من نوعها -فيما أعلم- نهضت عزيمة واحدة ببادرة متفردة جمعت ما يقارب مائة عملٍ إبداعيٍّ؛ تنوعت ما بين: اللوحة الفنية، والقصيدة الشعرية، والقصة القصيرة، و القراءة النقدية.
والحقيقة أن هذا العمل مدهش في جانبه الجمالي الذي جمع في فضاءاته النقدية بين: (مثلث الريشة، والحرف، والقراءة)، وتعاضدت اللوحة الأدبية مع العمل الأدبي في البحث عن القراءة النقدية التي تلف وشائجه، وتظفرها جديلة على متن الجمال؛ حيث إنَّ الأستاذة أفراح مؤذنة استطاعت بحسِّ الفنان أن تنضد تلك الأعمال وتلك القراءات في محاور تؤلف اختلافها.
كما أن هذا العمل مدهش أيضًا في جانبه الإنجازي، ومن اشتغل بالجمع والتحرير يدرك صعوبة الجمع بين أكثر من تسعين فنانًا تشكيليًّا، وشاعرًا، وقاصًّا، وقارئًا نقديًّا، على اختلاف أمزجتهم وأوقاتهم وتواقيتهم (الزمانية والمكانية)، ذلك الصبر والتحمل الذي أنجز هذا العمل الجميل والفريد، الذي ربما لا تنهض به إلَّا مؤسسات أدبية كاملة، لكنها التضحية، والشغف، ومهارات التواصل الفذة التي أشعرت كل من تشرف بالمشاركة في هذا الإبداع أنه جزءٌ منه.
إنني آمل أن يجد هذا العمل المدهش ما يليق به من الدعم، والإشهار، والرعاية، وأن يكون فاتحة حسنٍ لأعمال إبداعية في مضمونها وفكرتها وتنفيذها؛ فتخرج اللوحة من إطارها، وتدفع القصة إلى أقصى فضائها، وتجعل القصيدة أبعد من جنسها؛ لأنَّ التنوع أجمل، والجمال كلٌّ لا يتجزأ.